اقترحت الولايات المتحدة على فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، إجراء انتخابات رئاسية ليبية متداخلة تنتهي في خريف عام 2022، في محاولة لإنقاذ خارطة طريق للانتخابات في ديسمبر التي قاومتها الحكومة الانتقالية والفصائل الليبية الأخرى، وفقًا لوثيقة حصل عليها موقع “أفريكا ريبورت” الفرنسي.
ملخّص الافتراح الأمريكي
تُعقد في 24 ديسمبر المقبل، الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية مع الانتخابات البرلمانية (الغرفة الأولى) ثم تُعقد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر 2022، ثم تُنتخب غرفة البرلمان الثانية بعد أسبوع في 22 سبتمبر، وتختتم الخطة بإجراء الاستفتاء على الدستور في نهاية 2022 “أي ديسمبر”.
موقع الدبيبة من المقترح
يحقُّ لرئيس الحكومة المؤقتة الحالية عبد الحميد الدبيبة، الترشح للجولة الرئاسية الأولى في 24 ديسمبر المقبل شرط أن يستقيل من منصبه إذا فاز فيها، ويشكل مجلس النواب المنتخب حكومة مؤقتة جديدة خلال شهر واحد، بحسب المقترح.
رفض فرنسي ومصري
تأتي في مقدمة الدول الرافضة لمقترح الأمريكي، فرنسا التي تؤكد ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة كاملة في 24 ديسمبر، يضاف إليها مصر التي ترى أن حظوظ الإسلاميين السياسيين عند إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر، هي الأقل وخسارتهم ستكون الأكبر، بحسب ما نقل الموقع عن مسؤولين.
وتعترف معظم الدول، بحسب الموقع، بأنه لا يمكن إجراء الانتخابات في موعدها المقرر 24 ديسمبر إلا بضغط دولي منسّق.
الدبيبة والانتخابات
الموقع ذكر من بين الأطراف الليبية الرافضة للموعد الحالي للانتخابات، رئيس الحكومة الحالية عبد الحميد الدبيبة كما عبّر عن ذلك صراحةً للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون خلال لقائهما في يونيو الماضي، بحسب ما نقله عن مسؤولَين مطّلعَين على محادثاتهما.
وأضاف “أفريكا ريبورت” أنه في الوقت الذي أرسل فيه الدبيبة رسائل صريحة برفض الانتخابات والخوف من مغبّتها على استقرار ليبيا، أرسل رسائل غير صريح للجانب الأمريكي جعلت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يقول لنظيرته نجلاء المنقوش، إن على الدبيبة التوقف عن إرسال “رسائل مختلطة”، بحسب ما نقله الموقع عن مسؤول ليبي كان على علم بالاتصال الهاتفي.
حفتر وعقيلة.. استغلال للانتخابات أم خوف منها؟
ويرى الموقع أنه على الرغم من تبادل الاتهامات بين الدبيبة وحفتر وعقيلة إلا أنه يمكن للسياسيين الثلاثة الاستفادة من عدم إجراء الانتخابات، ففي حين يحذّر البعض في غرب ليبيا من أن التصويت المباشر قد يجلب حفتر أو سيف الإسلام القذافي إلى السلطة، لا يزال حفتر يستفيد من الوضع الراهن كما يفعل عقيلة أيضا.
ووصف الموقع “الجيش الوطني” التابع لحفتر، بأنه مجموعة من الميليشيات أكثر من كونه جيشًا، يعمل دون أي إشراف حكومي، مضيفا أن من المرجّح أن يكون عقيلة وحفتر مرشحين رئاسيين لكن قانون الانتخابات قد يمنع العسكريين كحفتر من الترشح، ويخاطر كذلك صالح بخسارة الانتخابات الرئاسية ومعها مقعده في البرلمان أيضا.
ونقل “أفريكا ريبورت” عن الباحث الألماني في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية SWP “ولفرام لاخر”، أن “أمام حفتر الألماني حفتر فرصة كبيرة لاستغلال الوضع والقول إنه أراد انتخابات رئاسية لكن الآخرين كانوا ضدها، وبالتالي فلن يعترف بالحكومة، وهذا سيسمح له بممارسة مزيد من الضغط”.
في المقابل، يعني تأخير اعتماد الميزانية من البرلمان أن المبالغ المخصصة لقوات حفتر يمكن أن تتمّ بشفافية قليلة أو يحصل رد فعل سلبي في غرب ليبيا بشأنها، بحسب ما ذكر مسؤول ليبي للموقع الفرنسي.
خوفٌ من العودة للمربع الأول.. حرب وانقسام
يشير الموقع إلى وجود مخاوف من أن يؤدي الفشل في إجراء الانتخابات إلى إعادة البلاد إلى وضعها الراهن قبل اندلاع حرب 2019، عندما زحف حفتر إلى العاصمة طرابلس للإطاحة بالحكومة المعترف بها، وقد لوّح حفتر مؤخرًا بالحرب إذا لم تُجرَ الانتخابات وبدعم تشكيل حكومة موازية أيضا.
وقال الموقع إن البعض يتساءل عن الحكمة من التركيز على الانتخابات في حين بقي الكثير من التأسيس الضروري لتفادي عودة الانقسامات والحرب في البلاد، ناقلا عن شخص مطلع على تفكير الدبيبة، أنه لن يسمح بالضغط الدولي لعقد انتخابات قد تؤدي لإحراق البلاد، حسب وصف المصدر.