يُعدّ اتفاق بنغازي الذي جرى التوصل إليه أمس السبت، بين رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقائد “القيادة العامة” خليفة حفتر، خطوة تمهيدية نحو عقد اجتماع غدامس الشامل المنتظر، الذي يُأمل أن يجمع مختلف الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار الوطني، بحسب مصدر خاص من المجلس الرئاسي لمنصة فواصل.
وعلى الرغم من عقد لقاءات مماثلة للأطراف السياسية من قبل، إلا أن ما يُميز اتفاق بنغازي هذه المرة هو كونه يفتح الطريق أمام انعقاد اجتماع غدامس، عقب حالة امتعاض من دور المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، الذي يُتهم بالتحضير لخطة بديلة لإجراء الانتخابات في البلاد، حيث نجح المنفي في الخروج بنص اتفاق بنغازي ليُثمنّ دور باتيلي بشكل عام، لكنه يدعوه في الوقت ذاته إلى عدم اتخاذ أي خطوات منفردة في المسار السياسي الليبي.
وشدد اتفاق بنغازي على أهمية الحوار الليبي الداخلي بعيدًا عن أي تدخلات أجنبية، كما نص على أن يوجه رئيس المجلس الرئاسي دعوة لاجتماع رئاسة كل من مجلسي النواب والدولة للتشاور لاستكمال المسار السياسي الوطني “لتحقيق أكبر قدر من التوافقات بهدف إنجاز القوانين الانتخابية.”
وقد سعى المجلس الرئاسي في أكثر من مناسبة في السابق، لإقناع الأطراف السياسية، خاصة رئيس المجلس الدولة السابق خالد المشري ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، باجتماع شامل في غدامس، غير أنه لم يلقى آذاناً صاغية من رئيس المجلس السابق، ومن رئيس مجلس النواب.
ويأمل الرئاسي في أن تلقى الدعوة لاجتماع في غدامس صداها عند رئيس مجلس الدولة المنتخب حديثا محمد تكالة، كما يُرجح قبول صالح بها بعد التطورات الأخيرة في البلاد، حيث سيضم اجتماع غدامس ممثلين عن رئاسة المجلس الأعلى للدولة ورئاسة مجلس النواب، إلى جانب مشاركة واسعة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من الأطراف الفاعلة.
كما يُأمل أن يشكل اجتماع غدامس نقطة تحول نحو توحيد الصف الداخلي وتعزيز الحوار الوطني بين مختلف مكونات المشهد السياسي الليبي، بما يضمن المضي قدمًا نحو انتخابات حرة ونزيهة تلبي طموحات الشعب الليبي.
وكان المنفي قد اتفق مع صالح وحفتر في بنغازي على الملكية الوطنية لأي عمل سياسي وحوار وطني، وتسريع اعتماد مجلس النواب للقوانين الانتخابية الصادرة على اللجنة المشتركة (6+6)، والتي لا زالت تنتظر اعتماد مجلس النواب لها منذ يونيو الماضي.
كما أطلع رئيس المجلس الرئاسي كلا من رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، على نتائج اتفاق بنغازي، بينما عبّر عبد الله باتيلي عن تقديره لجهود المنفي “المتواصلة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف والمؤسسات المعنية بالعملية الانتخابية.”