توالت أعمال الشغب والعنف في ملاعب كرة القدم وخارجها في مختلف المدن الليبية، نتيجة التعصب الرياضي بين أوساط المشجعين، ما ينذر بحدوث كارثة إن لم تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات حازمة لتأمين بعثات الأندية والأطقم الفنية والتحكيمية من تطاول المتعصبين قبيل وأثناء وبعد صافرة حكام الدوري الممتاز لكرة القدم.
الهجوم على الأخضر
لم تكن حادثة النادي الأخضر هي الأولى، فقد سبقها أحداث مشابهة، وردا على ما حدث، أعلن النادي اليوم الاثنين، تعليق نشاطه الرياضي، بسبب ما وصفه بالهجوم السافر على بعثة الفريق الأول لكرة القدم، في محيط ملعب بنينا بمدينة بنغازي، قبل مواجهة نظيره الهلال، ضمن منافسات الجولة الأخيرة لمرحلة الإياب، في المجموعة الأولى، والتي ستحدد صاحب بطاقة التأهل الأخيرة إلى الدور السداسي من مسابقة الدوري الممتاز.
لم ينجو هو الآخر
وقبل حادثة الأخضر، تعرّض فريق الخُمس المنافس في المجموعة الثانية بعد انتهاء مباراته أمام الملعب الليبي، لاعتداء بحرق حافلته أثناء عودته من طرابلس في طريق البيفي بمنطقة تاجوراء، والتعدي على لاعبيه بالطعن والضرب، نُقل على إثره المصابون إلى المركز الطبي، وقد تراوحت الإصابات بين جروح خطيرة ومتوسطة وفق بيان النادي.
فريق الخُمس استنكر الاعتداء على بعثة الفريق بالأسلحة البيضاء وأشعلت النيران بالحافلة”، واصفا هذه الأفعال بالإجرامية والخارجة عن المواثيق الرياضية، مطالبا في الوقت ذاته الجهات الأمنية باتخاذ الإجراءات الرادعة وملاحقة المسؤولين عن الواقعة.
وصعّد النادي الموقف بإعلان رئيس مجلس إدارته عبد السلام احبيش، تجميد النشاط الرياضي نهائيا بعد تعرض أعضاء البعثة الذي يبلغ عددهم 40 شخصا لمحاولة القتل بعد الاعتداء الذي وصفه بـ “المتخلف والإجرامي”، معلنا إحالة ملف الحادثة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “FIFA”، بعد ما تلطخت كرة القدم الليبية بالدماء حسب تعبيره.
الشلماني يتدخل
بعد حادثة الخمس خرج رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، عبد الحكيم الشلماني، في بيان عبر فيه عن شجبه لواقعة التهجم على حافلة فريق الخمس، مطالبا كافة الأجهزة الأمنية والنائب العام بفتح تحقيق شامل في الواقعة، وإحالة مرتكبيها إلى القضاء.
أحداث مشابهة
بيانات تكررت كثيرا هذا الموسم، الذي شهد حالات اعتداء على أطقم التحكيم في مباراة السويحلي وأبوسليم، إلى أحداث الشغب في مواجهة الأولمبي والاتحاد، وسط فشل لجنتي تنظيم المسابقات والتحكيم العامة، في وضع حدٍ للتجاوزات التي وصلت إلى مستوى التهديد بالقتل.
ويبقى السؤال.. إلى أين تتجه كرة القدم في ليبيا؟ وهل باستطاعة الجهات المسؤولة الحفاظ على سلامة اللاعبين والأطقم المصاحبة؟ أم يستمر مسلسل الفوضى؟