الدور الصيني يعود إلى ليبيا من بوابة التنمية

يسلط مركز الإمارات للدراسات الضوء على الغياب الطويل للدور الصيني في ليبيا، ويعتبر أن الصين عادت بقوة إلى الساحة الليبية عبر بوابة التنمية، بالإضافة إلى مسارات أخرى متفق عليها بين سياسات شرق البلاد وغربها.

زيارات رفيعة المستوى

شهد هذا العام مشاركة رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، في منتدى التعاون الصيني-الأفريقي، ومشاركة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في منتدى التعاون الصيني-العربي، حيث أُعلن عن شراكة استراتيجية بين الجانبين.

تحديات كبيرة

تأتي عودة الصين إلى ليبيا محملة بتحديات كبيرة للاعبين الرئيسيين في البلاد. فمن جهة، يبرز الثقل الصيني كلاعب جديد قد ينافس بعض اللاعبين الكلاسيكيين على النفوذ. ومن جهة أخرى، قد يتطلب هذا التغير إعادة ترتيب أولويات وأوراق الفاعلين المحليين والدوليين في التعامل مع الحضور الصيني المتزايد.

الغرب الليبي

في ظل التراجع الحاد في تمويل مشاريع التنمية لحكومة الوحدة الوطنية، يبدو أن الاستثمار الخارجي المباشر، بما فيه الصيني، يمثل حلاً لتعويض هذا التراجع. تُبرز الصين في هذا السياق قدرتها المالية الكبيرة وتنوعها في تمويل مشاريع تنموية وابتكارية، مما قد يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار.

الشرق الليبي

تشهد استثمارات الصين في الشرق طفرة، خصوصاً مع انتعاش عمليات إعادة الإعمار وحل الإشكاليات العالقة. كما أن تأسيس صندوق إعادة إعمار ليبيا يمثل محطة هامة لجذب الاستثمارات الأجنبية، وخاصة الصينية.

على كافة الأصعدة

يمتد الدور الصيني في ليبيا إلى مجالات متعددة، في ظل رؤية الصين لتحقيق مصالحها من خلال تنويع استثماراتها وتكييف سياستها الخارجية بما يخدم هذه المصالح. هذه التحولات تظهر في مسار السياسة الصينية خلال السنوات الأخيرة على المستويات الاقتصادية والعسكرية والسياسية.

ممر الصين

تكتسب ليبيا أهمية كبيرة في إطار مبادرة الحزام والطريق، خاصة في ظل ارتباطها بمنطقة شمال أفريقيا كمحطة محورية. ومع إعلان مشروع ممر الصين-الشرق الأوسط-أوروبا في سبتمبر 2023، تواجه المبادرة تحديات رئيسية، ما يبرز أهمية ليبيا كجزء من الحلول المستقبلية.

تعاون عسكري

رغم أن التعاون العسكري بين الصين وليبيا لم يُعلن بشكل رسمي بعد، إلا أن احتمالية تطوير هذا التعاون إلى مستويات أكثر رسمية تبقى واردة. ذلك يعكس زيادة إدماج الصين للأبعاد الأمنية ضمن سياستها الخارجية.

وساطة سياسية

مع زيادة المصالح الاقتصادية الصينية في ليبيا، قد تدفع بكين نحو دعم الاستقرار السياسي والأمني لحماية هذه المصالح. ومن المتوقع أن تقوم بدور الوساطة بين الأطراف الليبية، كما فعلت في نزاعات إقليمية أخرى.

 

تحديات

يبقى الدور الصيني في ليبيا رهينًا بعدة عوامل، أهمها، الموقف الأمريكي تجاه التمدد الصيني، ومدى استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار، والتأثير الإيجابي المباشر للمشاريع الصينية على المجتمع المحلي.

 

سيناريوهات ثلاثة

الأول محاصرة الدور الصيني:
قد تواجه الصين إجراءات مضادة تهدف إلى تحجيم نفوذها في ليبيا، خاصة إذا اعتُبر هذا التمدد تهديدًا للتوازنات الدولية التي تسعى واشنطن للحفاظ عليها.

الثاني تمدُّد الحضور الصيني:
في هذا السيناريو، لا تكتفي الصين بالتركيز على الجوانب الاقتصادية فقط، بل تسعى للعب أدوار سياسية مكملة لمصالحها.

الثالث النمو التدريجي:
يتوقع أن يستمر الدور الصيني في التنامي ولكن بوتيرة هادئة، تأخذ في الاعتبار توازن المصالح مع الفاعلين الدوليين الآخرين.

بناء النفوذ

يُمثل بناء النفوذ في ساحة سياسية منقسمة تحديًا كبيرًا لبكين، إلا أن استراتيجيتها تركز على لغة المكاسب الاقتصادية. تسعى الصين لربط دورها المتنامي في ليبيا بشبكة استثماراتها في شمال وشرق أفريقيا، لتعزيز نفوذها الإقليمي بشكل مستدام.

أخبار ذات صلة

مباحثات بين ليبيا وتونس في المجال العسكري ومقاومة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود

السفير الكوري يبحث مع خوري الوضع السياسي في ليبيا

مجموعة العمل الاقتصادية بشأن ليبيا تجتمع الأحد المقبل في طرابلس