منذ اندلاع أزمة المصرف المركزي والدينار الليبي يشهد حالة عدم استقرار ويتجه إلى تراجع كبير في قيمته أمام الدولار الأمريكي والعملات الرئيسية، وتخطى الدولار خلال اليومين الماضيين حاجز الـ8 دنانير، وذلك في تداولات السوق الموازية، كما سجل اليورو أكثر من 8.5 للدينار الواحد.
اضطراب السوق
ويشهد السوق الموازي اضطرابا ملحوظا وارتفاعا متزايدا منذ الأزمة، خاصة مع ضبابية المشهد وغياب أي حل يلوح في الأفق القريب يطمئن التجار، وهو ما عمق المخاوف من تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
المنفي في نيويورك
وسط الأزمة وتصاعد الدولار، غادر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إلى مدينة نيويورك الأمريكية، للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن يبحث المنفي على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مستجدات الأوضاع في ليبيا، وعلى رأسها، المصرف المركزي وذلك مع العديد من رؤساء الدول والبعثات الدبلوماسية بالأمم المتحدة.
استئناف المشاورات
بعد توقفها لقرابة الأسبوعين، من المنتظر أن تُستأنف المشاورات التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من أجل حل أزمة المصرف المركزي الأربعاء المقبل، بين ممثلين عن مجلسي النواب والدولة على حدة، وممثل عن المجلس الرئاسي.
وكان ممثلو مجلسي النواب والدولة قد اتفقوا في 12 سبتمبر الجاري على السعي إلى وضع ترتيبات مؤقتة تضمن فترة زمنية محددة تنهي أزمة المصرف المركزي، وتكفل أعماله الملحة إلى تعيين محافظ ومجلس إدارة جديدين، والعمل على تسمية محافظ جديد للمصرف المركزي على أن يقترح المحافظ أعضاء مجلس الإدارة في فترة 10 أيام من تاريخ تسلم مهامه.
تجديد للبعثة
رشحت معلومات مؤكدة حصلت عليها فواصل من البعثة الأممية وأطراف قريبة منها، تؤكد عدم اتخاذ أي إجراءات أو تقديم مقترحات بشأن أزمة مصرف ليبيا المركزي إلى حين تجديد مجلس الأمن ولاية البعثة الأممية، والمتوقع أن يكون ذلك نهاية سبتمبر الجاري.
حلول متوقعة
مع مطلع أكتوبر المقبل، من المحتمل أن تكون هناك تغييرات على الساحة الليبية، وقد تستعمل البعثة الأممية أدواتها للضغط على الأطراف الليبية الرئيسة وذلك بعد تجديد ولايتها، وستطرح حلولا جزئية بادئ الأمر، وفي حال تعنت الأطراف ووصلت الأزمة الاقتصادية وزاد ارتفاع قيمة الدولار وهوى الدينار الليبي، فإنها ستلجأ إلى وضع حلول لا تحتمل الرد، كما حدث في أزمات مشابهة.