دعت منظمة العفو الدولية الدولَ الأوروبية إلى تعليق التعاون في مجال الهجرة ومراقبة الحدود مع ليبيا، عقب توثيقها عمليات انتهاكات تمارس ضد المهاجرين في مراكز الاحتجاز في البلاد.
وقالت المنظمة في تقريرها اليوم الخميس، إن الأدلة الجديدة على الانتهاكات المروعة، الشاملة للعنف الجنسي ضد الرجال والنساء والأطفال الذين اعتُرضوا أثناء عبورهم البحر المتوسط وأُعيدوا قسرا إلى مراكز الاحتجاز في ليبيا، تسلّط الضوء على العواقب المروعة لتعاون أوروبا المستمر مع ليبيا بشأن الهجرة ومراقبة الحدود.
ونوّهت المنظمة إلى أنها وثّقت في تقريرها الإعادة القسرية من البحر إلى الاحتجاز التعسفي في ليبيا، كيف تواصلت الانتهاكات المستمرة منذ عقد ضد اللاجئين والمهاجرين بلا هوادة في مراكز الاحتجاز الليبية خلال النصف الأول من العام الحالي، رغم الوعود المتكررة بمعالجتها.
وأشارت المنظمة إلى أن تقريرها سلّط الضوء على التواطؤ المستمر للدول الأوروبية التي استمرت بشكل مخجل في تمكين ومساعدة خفر السواحل الليبي في القبض على الأشخاص في البحر وإعادتهم قسًا إلى ساحة الاحتجاز في ليبيا، على الرغم من معرفتهم الكاملة بالفظائع التي سيواجهونها.
وذكرت المنظمة أن البرلمان الإيطالي سيناقش هذا الأسبوع استمرار تقديم الدعم العسكري والموارد لخفر السواحل الليبي، بحسب ما نشرت على موقعها.
وأوضحت المنظمة أنه في النصف الأول من العام الجاري، أُعيد قسرا، أكثر من 7000 شخص اعتُرضوا في البحر إلى ليبيا، موضحة أن المحتجزين هناك يتعرضون للتعذيب والمعاملة السيئة وظروف الاحتجاز القاسية واللاإنسانية والابتزاز والعمل القسري.
ووثّق تقرير منظمة العفو الدولية أنماطا مماثلة من انتهاكات حقوق الإنسان، منها الضرب المبرح والعنف الجنسي والابتزاز والعمل القسري والظروف اللاإنسانية في 7 مراكز لجهاز مكافحة الهجرة غير القانونية في ليبيا.
وأضافت المنظمة أن وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية فرونتكس قامت بمراقبة جوية فوق البحر المتوسط لتحديد قوارب اللاجئين والمهاجرين في البحر، وشغلت طائرة بدون طيار فوق هذا الطريق منذ مايو 2021.
وأكدت منظمة العفو الدولية أن القوات البحرية الأوروبية تخلّت إلى حد كبير عن وسط البحر الأبيض المتوسط لتجنب الاضطرار إلى إنقاذ قوارب اللاجئين والمهاجرين المنكوبة، وفق نص التقرير.
واعترض خفر السواحل الليبي المدعوم من الاتحاد الأوروبي خلال الفترة من يناير إلى يونيو من العام الجاري، حوالي 15 ألف شخص في البحر وأُعيدوا إلى ليبيا، كما غرق أكثر من 700 لاجئ ومهاجر في وسط البحر الأبيض المتوسط في الفترة ذاتها من عام 2021، بحسب ما نقل تقرير المنظمة.