كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن تداعيات إقالة محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، يمثل تحديا فوريا بالنسبة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتركي رجب طيب أردوغان.
اختبار أول
وذكر التقرير أن التحالف الجديد بين مصر وتركيا، الذي يهدف إلى إنهاء النزاع الطويل الأمد بشأن الأحداث في الشرق الأوسط، يواجه أول اختبار كبير له في شكل أزمة سياسية متفاقمة في ليبيا مرتبطة بالسيطرة على ثروتها النفطية.
ولفت التقرير إلى أن الأزمة في ليبيا، بدأت قبل أكثر من ثلاثة أسابيع بعزل محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير. وقد غادر الكبير إلى تركيا، قائلا: إنه يخشى على حياته بعد إقالته من قبل هيئات سياسية مرتبطة بأنصار حكومة الوحدة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها برئاسة عبدالحميد الدبيبة.
مصدر رئيسي
ونوهت الغارديان أن المصرف المركزي ظل واحدا من المؤسسات الفاعلة في ليبيا، وقد اعترضت الدول الغربية على إقالة الكبير، فرغم المأخذ عليه إلا أنه يظل مصدرا نادرا للاستقرار، إذ يشرف على توزيع أكبر ثروة نفطية في أفريقيا، ولديه احتياطيات من النقد الأجنبي تبلغ 80 مليار دولار.
تأثير الانقسام
كما أوضح التقرير أنه لو ظلت مصر وتركيا على خلاف بشأن حل وإنهاء الانقسامات السياسية في ليبيا، فإن الوعد بعهد جديد أوسع من التعاون، من المرجح أن يكون صعبا، لأن المؤسسات السياسية في ليبيا بين الشرق والغرب انقسمت منذ سقوط معمر القذافي في عام 2011.
هدف غامض
وكان أردوغان والسيسي قد اتفقا خلال لقائهما في الرابع من سبتمبر الجاري على طي صفحة الخلافات في ليبيا، لكن التداعيات العملية لتحقيق هذا الهدف ظلت غامضة، كما تعتبر أزمة مصرف ليبيا المركزي هي التحدي المباشر لهذا التحالف الجديد بحسب الصحيفة البريطانية.
محاولات الإقناع
كما سلط التقرير أهمية ليبيا بالنسبة للعلاقات التركية المصرية في المستقبل، بتركيزه على زيارة رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالين إلى طرابلس بشكل مباشر بعد يوم من مشاورات أردوغان والسيسي في أنقرة.
التقرير أوضح أن قالين حاول إقناع الدبيبة بالسماح للصديق الكبير بالعودة إلى منصبه محافظا للمركزي بشكل مؤقت، أو إيجاد مجلس إدارة جديد متفق عليه لرئاسة المصرف المركزي.
تضحية كبيرة
كما لفت التقرير إلى أنه ليس من المحتمل أن تقدم تركيا دعما مرة أخرى للحكومة في طرابلس، ومن ناحية أخرى أعطى الغرب الليبي القوات التركية حصانة شبه كاملة في مذكرة التفاهم، وهو يجعل تخلي أنقرة عن محاولة الدبيبة السيطرة على المصرف المركزي تضحية كبيرة.
مطالبات دولية
واختتم التقرير أن الأمم المتحدة والسفراء الغربيين طالبوا بحل أزمة الكبير من خلال الإجماع، أو عودة مؤقتة له مثلا، ونقلت الصحيفة عن أحد المراقبين، قوله: “لقد عاد المجتمع الدولي إلى وضع الأزمة الكاملة في ليبيا، ولأنه يدرك أن مشاكلها الاقتصادية قد تؤدي إلى انهيارها بسرعة كبيرة، وتتحول إلى دولة فاشلة على البحر الأبيض المتوسط”.