في إطار المساعي الإقليمية لحل الأزمة السياسية الليبية، تستعد القاهرة لاستضافة اجتماعات تشاورية بين أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة خلال الشهر الجاري.
دعوة المجلسين
وتحصلت فواصل على خطاب من رئيس مجلس النواب المصري، حنفي الجبالي، يدعو خلاله رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، بشأن حضور أعضاء مجلسي النواب والدولة اجتماع تشاوري في القاهرة خلال الفترة من 22 إلى 25 فبراير الجاري.
وأشارت مراسلة رئيس مجلس النواب المصري إلى أن الاجتماعات تأتي استكمالا لمسيرة التعاون المشترك، وانطلاقا من حرص مصر على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا وتأكيدا على أهمية مجلس النواب خلال المرحلة الراهنة.
لقاءات متكررة
ومن المنتظر أن تهدف اللقاءات المتكررة إلى مناقشة تشكيل حكومة موحدة تشرف على إجراء الانتخابات الوطنية، وذلك بعد سلسلة من الاجتماعات السابقة التي عُقدت بين المجلسين في الفترة الأخيرة في مدن بوزنيقة المغربية ودرنة وبنغازي.
اجتماعات عسكرية
وبالتوازي مع المسار السياسي، استضافت القاهرة، في 11 فبراير 2025، اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة “5+5″، بحضور رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، حيث ضمت اجتماعات اللجنة عشرة أعضاء، 5 من المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا و 5 من الشرق.
اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة في القاهرة ركزت مناقشاتها على تثبيت وقف إطلاق النار، وإخراج القوات والمرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، بالإضافة إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية.
دور مصري
وتأتي استضافة مصر للعديد من المسارات واللقاءات في إطار جهود دعم الاستقرار في ليبيا، كما أكدت مصر في الفترة الأخيرة عبر وزير خارجيتها، بدر عبد العاطي، على أهمية تهيئة المناخ الملائم للحوار بين الأطراف الليبية، ودعم الجهود الأممية الرامية إلى تحقيق التوافق الوطني، وضرورة احترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، والعمل على إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
مبادرة البعثة
وفي ديسمبر 2024، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن مبادرة سياسية متعددة المسارات، تتضمن هذه المبادرة تشكيل لجنة استشارية تضم خبراء وشخصيات ليبية من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، بهدف تقديم مقترحات لحل القضايا العالقة وتمهيد الطريق لإجراء الانتخابات، تسعى البعثة من خلال هذه الخطوة إلى تجاوز الجمود السياسي وتعزيز الاستقرار في البلاد.
من خلال هذه الجهود، تسعى مصر إلى تعزيز الحلول السلمية للأزمة الليبية، ودعم مسارات الحوار السياسي والعسكري، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة بأسرها. ومع كل هذه التحركات هل ستسهم الاجتماعات التشاورية التي ستعقد في القاهرة في تحقيق توافق بين مجلسي النواب والدولة وتمهيد الطريق نحو مسار سياسي برعاية مصرية؟