المجلس الأطلسي: روسيا تقوم بعملية تحول هشة من سوريا إلى ليبيا وعلى الغرب أن يحذر

سقوط دمشق الشهر الماضي يمثل تحولاً تاريخياً بارزاً. فقد كانت سوريا في السابق محورا أساسيا لروسيا على المسرح العالمي، ولكن الأحداث الأخيرة أظهرت هشاشة التحالفات المبنية على الإكراه.

لم يتمكن بشار الأسد، المدعوم لسنوات من قبل القوة الجوية الروسية والمرتزقة، من الصمود أمام المعارضة الداخلية والتغييرات الخارجية لموسكو، هذا الانهيار يعد فرصة للتكيف، حيث نقلت قواتها ومعداتها إلى شرق ليبيا، في خطوة استراتيجية تهدف لتعزيز نفوذها.

التحول الاستراتيجي الروسي من سوريا إلى ليبيا يعكس استراتيجية أوسع تهدف للحفاظ على النفوذ في البحر الأبيض المتوسط. روسيا تسعى للاستمرار في تعزيز مكاسبها الاستراتيجية على حساب القوى الغربية، مع دعم خليفة حفتر في ليبيا.

كلا من الأسد وحفتر يعتمدان على الرعاية الروسية للبقاء. يعكسان مخاطر الاعتماد على الدعم الأجنبي، حيث يظهران كأدوات لتحقيق أهداف موسكو الاستراتيجية.

إهمال الغرب لليبيا بعد الإطاحة بالقذافي مكن روسيا وتركيا من زيادة نفوذهما، وتحتاج واشنطن وحلفاؤها إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم وفهم أعمق للديناميكيات الليبية.

حفتر يعتمد بشكل كبير على الدعم الروسي العسكري واللوجستي. هذا الاعتماد يزيد من سيطرة موسكو على ليبيا، ويجعل حفتر أداة استراتيجية بيد الكرملين.

الغرب يجب أن يدعم جهود تشكيل حكومة ليبية موحدة، ويعزز المؤسسات الرقابية والقضائية للحد من الفساد والتدخل الأجنبي. التركيز على مكافحة العنف والتطرف ودعم الحلول السياسية الشاملة لتحقيق الاستقرار أمر مهم. يجب أن يتعلم الغرب من إخفاقات سوريا وليبيا لتجنب تكرار الأخطاء، وإعطاء الأولوية للاستقرار على الحسابات السياسية الآنية.

أخبار ذات صلة

ألمانيا تكشف خطتها لتمديد وجودها العسكري قبالة السواحل الليبية

الحكومة السورية المؤقتة تعتزم رفع رواتب القطاع العام 400% بداية من فبراير المقبل

أمطار غزيرة تسببت بأضرار في منازل بطبرق وإعلان عطلة رسمية