أعلن مصرف ليبيا المركزي اليوم الأحد عن إعادة توحيد فرعيه في غرب ليبيا وشرقها، في خطوة تعتبر بمثابة إنهاء لانقسام دام لنحو عشر سنوات منذ عام 2014 عندما انقسم المصرف إلى مؤسستين، إحداهما في طرابلس والأخرى في شرق ليبيا.
وفي بيان أصدره المصرف بعد اجتماع ضم محافظه ونائبه ومديري الإدارات في المصرف بطرابلس وبنغازي، أكد محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير ونائبه مرعي البرعصي أن المصرف “عاد مؤسسة سيادية موحدة”، مشيرين إلى “استمرار بذل الجهود لمعالجة الآثار الناجمة عن الانقسام”.
وكان المركزي قد انقسم خلال السنوات الماضية إلى مؤسستين، الأولى برئاسة الكبير وتحظى باعتراف دولي، والثانية في البيضاء برئاسة علي الحبري نائب المحافظ سابقًا، قبل أن يتم إقالته من مجلس النواب واختيار البرعصي بديلا له، قبل أن ينقل المقر من البيضاء إلى بنغازي.
وكان وجود فرعين منفصلين ومتنافسين قد أعاق بشكل كبير تنفيذ سياسة نقدية موحدة للمصرف المركزي طوال فترة الانقسام، كما أثار خلافا حول فتح المقاصة المصرفية على مصارف تجارية دون أخرى، بالإضافة إلى تهم بالفساد وتمويل الإرهاب وشبهات تزوير في منح الاعتمادات المالية، في الوقت الذي شهد فيه الدينار الليبي انخفاضاً حاداً منذ اندلاع أحداث عام 2011 وسقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وكانت إجراءات توحيد المصرف المركزي قد بدأت منذ مطلع العام الماضي 2022، بعد أن وقّع المصرف عقداً لتقديم خدمات استشارية مع شركة الاستشارات العالمية “ديلويت” لدعم عملية التوحيد.
ومن المؤمل أن تسهم عودة الوحدة والاندماج بين فروع المركزي في التخفيف من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها ليبيا حالياً، والمضي قدماً نحو الاستقرار المالي والنقدي.