باتيلي يحذر من تفكك ليبيا ويدعو قادتها إلى اغتنام فرصة التفاوض من أجل المستقبل

حذر عبد الله باتيلي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، من تفكك البلاد وانزلاقها في هوة الصراع، مؤكدًا على الحاجة الملحة والعاجلة إلى اتفاق سياسي بين أصحاب الشأن الرئيسيين لتشكيل حكومة موحدة تقود البلاد نحو الانتخابات المرتقبة، وذلك في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي

وفي ذكرى الثورة الليبية الثالثة عشرة، أكد باتيلي أنه على الرغم من استكمال الإطار الدستوري والقانوني للانتخابات من قبل لجنة 6+6 المشتركة وموافقة مجلس النواب عليه، إلا أن الأطراف الليبية الرئيسية غير راغبة في حل المسائل العالقة محل الخلاف السياسي لتمهيد الطريق أمام الانتخابات التي طال انتظارها.

وأوضح باتيلي أن مشاوراته مع هذه الأطراف الرئيسية، بما في ذلك رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، لم تؤد إلى خطوات حاسمة بعيدًا عن المواقف الأولية، حيث يستمر كل منهم في وضع الشروط المسبقة للمشاركة في الحوار كوسيلة للحفاظ على الوضع القائم، حسب تعبيره.

وأكد باتيلي أن المشهد الأمني في ليبيا يزداد توترًا، حيث يهدد احتدام التنافس بين الفاعلين الأمنيين لبسط السيطرة على مناطق استراتيجية في العاصمة طرابلس، بما في ذلك المناطق التي تضم قواعد عسكرية ومؤسسات للدولة مثل مصرف ليبيا المركزي، الوضع الأمني الهش في المدينة، حسب وصفه.

وأشار باتيلي إلى أن استمرار الانقسام بين الشرق والغرب في المؤسسات الوطنية سينجم عنه مرة أخرى عدم وجود ميزانية وطنية معتمدة يسترشد بها الإنفاق العام، مما يؤدي إلى تواصل غياب الشفافية في استخدام التمويل العام والتوزيع غير العادل لثروات البلاد، ويزيد من هشاشة الاقتصاد الليبي في مواجهة الاضطرابات الداخلية والخارجية.

وحث باتيلي جميع الأطراف الليبية على المشاركة في الحوار دون شروط مسبقة، مشددًا على ضرورة معالجة بواعث القلق والشواغل التي أعرب عنها بعض أصحاب الشأن الرئيسيين، بما في ذلك “إيجاد آلية مؤقتة للإدارة الشفافة والتوزيع العادل للموارد، وتوفير ضمانات لإيجاد أرضية تنافس متكافئة بين جميع المرشحين، وضمانات بأن لا تفرز الانتخابات سيناريو يستأثر فيه الفائز بكل شيء على حساب الآخرين.”

كما دعا باتيلي الاتحاد الأفريقي إلى إرسال فريق متخصص من الخبراء إلى ليبيا لمشاركة خبرته والدروس المستفادة من عمليات المصالحة ذات الصلة في أفريقيا ومناطق أخرى، لمساعدة الفريق الوطني على القيام بجهوده بطريقة أكثر كفاءة.

وفي الختام، أكد باتيلي مجددًا أنه من غير الممكن إحراز تقدم في إجراء انتخابات وطنية ذات مصداقية دون التوصل إلى تسوية سياسية بين الأطراف الرئيسية في ليبيا، داعيًا قادة الصراع إلى وضع مصالحهم الشخصية جانبًا والجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية وعلى استعداد لمناقشة جميع المسائل الخلافية، محذرًا من أن الإحجام عن ذلك يثير الشكوك ليس فقط حول التزامهم بالانتخابات، وإنما أيضًا حول التزامهم بوحدة ومستقبل بلدهم.

أخبار ذات صلة

الأسود: ربما تتفق روسيا معنا في أن مبادرة خوري غير واضحة الرؤية

ليبيا ترفض أن تكون ورقة ضغط، وغياب مصر عن المؤتمر يثير التساؤلات

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية