بعد أن ضربت العاصفة دانيال مدن المنطقة الشرقية وعلى رأسها درنة، مخلفةً الآلاف من الضحايا والمفقودين ومشردة آلاف النازحين، بدأت تظهر ملامح الحياة على سكان المدينة بدءًا بانطلاق العام الدراسي الفعلي يوم الأمس في المدارس، واستكمال امتحانات الدور الثاني في كليات جامعة درنة.
تبعات
كان للكارثة تبعات وآلام شديدة، فقد بين المستشار العام بمركز البحوث النفسية بالهيأة الليبية للبحث العلمي خالد المختار وجود حالات انتحار من درنة والمناطق المنكوبة.
وفي تصريحه لفواصل قال: إن هناك ما يقارب من 480 أسرة نازحة في مدينة طبرق، و 150 أسرة في القبة، و 100 أسرة في القيقب، و 70 أسرة في إجدابيا، و285 أسرة في طرابلس.
خارج الخدمة
الهيأة الطبية الدولية تؤكد أن 84% من المستشفيات و88% من مراكز الرعاية الصحية الأولية في المناطق المتضررة من الفيضانات، خارج الخدمة أو تعمل بشكل جزئي.
وأضافت الهيأة في تقرير لها، أن فرقها تقوم بتشغيل 3 مرافق للطوارئ في درنة وسوسة، إلى جانب وحدة طبية متنقلة قدمت أكثر من 2900 استشارة للمرضى الخارجيين.
الإعمار
من جهة أخرى انطلق الأسبوع الماضي المؤتمر الدولي لإعادة إعمار درنة الذي كان من المقرر عقده في أكتوبر الماضي، ولكن تم تأجيله لأسباب لوجستية.
تحفظ
من جانبها اعتبرت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد لدى ليبيا أن مشاركتها في المؤتمر كانت بصفة مراقب على المستوى الفني فقط.
وقد جددت بعثة الاتحاد الأوروبي دعوتها لأصحاب المصلحة الليبيين إلى إنشاء منصة وطنية منسقة، بدعم من البعثة الأممية، للإفراج عن الأموال اللازمة لجهود إعادة الإعمار على المدى الطويل، وإدارة إعادة الإعمار وتوزيعها بشفافية، مع الإشراف الفعال والمساءلة أمام الشعب الليبي.
وفي سياق متصل طرح الأسبوع الماضي القائم بأعمال الأمريكية في ليبيا جيريمي برنت مع الممثل المقيم للبنك الدولي في ليبيا هنريت ڤون كالتنبورن ستاتشو، احتياجات إعادة الإعمار في درنة تزامناً بالمؤتمر الذي أنطلق بداية شهر نوفمبر الجاري.
وقال جيرمي برنت: إنه من حق الليبيين أن يتوقعوا نهجًا منسقًا على المستوى الوطني لإعادة الإعمار يضع احتياجات ضحايا الفيضانات أولاً، مع ضمانات الشفافية والدعم الفني الدولي القوي.