ذكرت صحيفة ذا تايمز البريطانية، أن العملية التي تنفذها قوات القيادة العامة في مدينة امساعد الحدودية، وشملت ترحيل آلاف المهاجرين غير القانونين لمصر، هي مؤشر لتدهور العلاقة بين قائد “القيادة العامة” خليفة حفتر والقاهرة.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن جلال حرشاوي، الخبير في الشؤون الليبية في المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن البريطاني، أن إعادة القيادة العامة للمهاجرين المصريين إلى الحدود هو علامة على تدهور العلاقات بين حفتر والقاهرة، حيث شهد منفذ امساعد السلوم الحدودي الأسبوع الماضي، عودة نحو 4 آلاف مهاجر غير قانوني من ليبيا إلى مصر، عقب الحملة الموسعة التي تنفذها قوات حرس الحدود والداخلية في منطقة امساعد وطبرق.
- مصر.. عينها على مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا
- مجلس النواب يقيل باشاغا ويحيله للتحقيق مكلفا حماد برئاسة الوزراء
- أوبزرفر: تدريب وأسلحة ووقود.. صور متعددة لدعم حفتر لحميدتي
كما أشار حرشاوي أن التباعد بين مصر وحفتر متواصل على مستويات أخرى، حيث تدعم مصر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بينما يناصبه حفتر الخلاف منذ فترة، وقد ظهر الخلاف للعلن مؤخرا بعد إقالة فتحي باشاغا من رئاسة الحكومة المكلفة من مجلس النواب وإحالته للتحقيق، ودعم رئيس مجلس النواب باشاغا حتى آخر لحظة، غير أن حفتر وأبناؤه نجحوا في إقالته، وتكليف وزير المالية أسامة حماد بدلا منه على رأس الحكومة.
وعلى الصعيد الإقليمي يبرز جانب آخر للجفاء بين القيادة المصرية وحفتر، وهذه المرة في الصراع السوداني، فطبقا للخبير الدولي، يدعم كل من حفتر ومصر أطرافا مختلفة في الصراع في السودان، حيث زود حفتر قائد قوات الدعم السريع محمد حميدتي بالسلاح طبقا لتقارير أمريكية، بينما تساند القيادة المصرية قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.
وعلى مر السنوات الماضية ربطت حفتر ومصر علاقة معقدة متعددة الأوجه، فمن ناحية، ترى مصر في حفتر حصنا ضد الجماعات الإسلامية في ليبيا وأداة لمنع تمددها للداخل المصري، ومن ناحية أخرى، تشعر مصر بالقلق من طموحات حفتر السياسية مع اقتراب الانتخابات، وترقب بعين من الريبة استمرار علاقاته الوثيقة مع الإمارات ودول الخليج الأخرى.