تقرير بريطاني: القذافي عرض التخلي عن أسلحة الدمار الشامل مقابل تخفيف الضغوطات الأمريكية

كشفت وثائق مسربة من مكتب مجلس الوزراء البريطاني، أن نظام معمر القذافي عرض تفكيك برامج أسلحة الدمار الشامل في ليبيا على خلفية الضغوطات الأمريكية المفروضة آنذاك بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا.

وثائق مسربة
وبحسب تقرير موقع ميدل إيست مونيتور البريطاني، فإن الوثائق التي نشرتها مصلحة الأرشيفت الوطنية البريطانية، أشارت إلى أن لندن سعت قبل نحو 20 عاما لإقناع الولايات المتحدة بأن مواصلة الجهود الرامية إلى التطبيع مع نظام القذافي من شأنه أن يشجع “أشرارا آخرين” في الشرق الأوسط على التخلي عن برامجهم المشتبه بها لأسلحة الدمار الشامل.

أسلحة الدمار
وبحسب التقرير البريطاني فإن القذافي أذهل العالم أواخر عام 2003، عندما أعلن تخلي نظامه عن برامج أسلحة الدمار الشامل وموافقته على زيارة مفتشين دوليين إلى ليبيا من أجل التأكد من إيفائه بكل التزاماته، حيث كثف رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش الابن جهودهما التي بدأت بعد أحداث 11 سبتمبر لإخراج القذافي من العزلة الدولية.

زيارة تاريخية
وأصبح توني بلير أول مسؤول بريطاني كبير يزور ليبيا في مارس 2004، منذ تولي القذافي السلطة في عام 1969، وبعد لقائه الزعيم الليبي، قال بلير إن تقدما ملحوظا قد تحقق بالفعل في ذلك الوقت.

كما أشارت الوثائق بحسب الموقع البريطاني إلى أن توني بلير أطلع بوش على الزيارة التي جاءت بعد أن قبل النظام الليبي تحمل المسؤولية عن تفجير لوكربي عام 1988 ووافق على تعويض أسر الضحايا.

ضغوطات أمريكية
بعد ذلك مارست إدارة الرئيس الأمريكي بوش ضغوطاً على القذافي لتحسين سجله في مجال حقوق الإنسان بعد أن اعتقلت أجهزة الأمن الليبية فتحي الجهمي، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان ومنتقد صريح للنظام، وقد أثارت جماعات حقوق الإنسان وبعض البرلمانيين البريطانيين مخاوفهم وقدموا احتجاجات إلى الحكومة بشأن قضية الجهمي بعد اختفاء أسرته في ليبيا.

القذافي وبلير
وتناول التقرير اتصال القذافي ببلير في مطلع أبريل 2004، لمناقشة قضية حقوق الإنسان والضغوطات الأمريكية، حيث ذكر التقرير أن القذافي اشتكى من تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية الليبية عدة مرات، كما طلب المساعدة البريطانية، حسبما تظهر الوثائق.

وخلص مستشارو بلير إلى أن قضية الجهمي، تهدد بتقويض حسن النوايا الأمريكية تجاه ليبيا.

طمأنة أمريكية
وحرص مستشارو توني بلير على طمأنة إدارة بوش بأن الخط المباشر مع القذافي بعد زيارة بلير التاريخية، سيكون مفيداً لإيصال رسائل صارمة إذا لزم الأمر بشأن أسلحة الدمار الشامل،

صفقات أسلحة
في ذات السياق كشفت وثائق أخرى، صادرة عن مكتب مجلس الوزراء البرطاني، أن رئيس الوزراء السابق، توني بلير استغل علاقته المتنامية مع القذافي للضغط من أجل صفقات أسلحة تشارك فيها شركة المقاولات الدفاعية البريطانية.

انتقادات بلير
وختم التقرير قائلا، إن رئيس الوزراء البريطاني السابق واجه انتقادات متكررة من نشطاء حقوق الإنسان في المملكة المتحدة والشرق الأوسط، خاصة بعد الانتفاضات الشعبية العربية عام 2011، بسبب عمله الاستشاري مع بعض الأنظمة في المنطقة العربية.

أخبار ذات صلة

مجلس الأمن يدعو لاختيار شخصية ذات كفاءة وخبرة دولية لقيادة البعثة الأممية في ليبيا

عطاف: حل الأزمة الليبية يجب أن يمضي بانتخابات تحضر لها الأمم المتحدة