تلوث البحار والمياه الجوفية والتصحّر.. الأسباب والحلول الممكنة لهذه الأزمات

تعاني العديد من المدن الساحلية في ليبيا من تلوث في المياه البحر بسبب توصيلات الصرف الصحي في البحر، إضافة إلى تلوث المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي، وتعد العاصمة طرابلس من بين هذه المدن التي تعاني من هذه الأزمات.

وتزداد معاناة وشكاوى المواطنين من أزمة تلوث مياه البحر في فصل الصيف، حيث يقضون معظم وقتهم على شواطئ البحر نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر في معظم أنحاء البلاد.

وحول هذه الأزمات وغيرها قال وزير البيئة إبراهيم العربي، إنهم لاحظوا تلوثا في شواطئ العاصمة الذي يمثّل خطرا على صحة المواطن بعد زياراتهم الميدانية لتلك الشواطئ.

تلوث مياه البحر
ورأى العربي في حديثه لفواصل، أن الحكومات أهملت معالجة أزمة التلوث حتى بلغ الأمر حدّ توصيل مياه الصرف الصحي بالبحر، منوها إلى أنه توجد في المنطقة الممتدة من تاجوراء إلى جنزور حوالي 26 نقطة لتصريف مياه الصرف الصحي في البحر.

واعتبر العربي أن هذا العدد من نقاط تصريف مياه الصرف الصحي في البحر كبير جدا، وأوضح أن التوسع في حفر الآبار المنزلية والصناعية زاد كمية مياه الصرف الصحي الذاهبة إلى البحر حتى أصبح البحر يئنّ، على حد تعبيره.

محطات المعالجة
وتحدث العربي عن زيارتهم لمكبات التي تحيط بطرابلس ومحطات المعالجة، مؤكدا أن محطة معالجة جنزور بحالة جيدة جدا، والمياه الخارجة منها صالحة لسقي الأشجار والزراعة.

ولكنه أشار إلى أن محطة المعالجة بمنطقة الهضبة ذات السعة الكبيرة لا تعمل، وتحتاج إلى مدّ خط لتصريف المياه المُعالجَة، موضحا أنهم سيخاطبون شركة المياه والصرف الصحي لمعالجة هذا الموضوع وسنحملهم كافة المسؤولية.

وعن المخلفات الطبية ودور وزارة الصحة في هذه الأزمة، أضاف وزير البيئة أنهم لم يجدوا طريقة لتصريف المخلفات الطبية، معتبرا إياه خطأ جسيما يقع على عاتق وزارة الصحة، وينبئ بكارثة صحية وبيئية.

وطالب إبراهيم العربي وزارة الصحة بضرورة وضع آلية مدروسة للتخلص من المخلفات الطبية، ونوه إلى إمكانية توقيع مذكرة تعاون وتفاهم مع الوزارة بهذا الشأن.

المياه الجوفية والتصحر
وتطرق العربي في سياق حديثه لفواصل عن أسباب تلوث المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي، مؤكدا وجود تلوث في المياه الجوفية، ويشتكي كثير من تغير لونها ورائحتها.

وأوضح العربي أن سبب تلوث المياه الجوفية يعود إلى الآبار السوداء والتوسع في البناء خارج المخططات وحفر الآبار السطحية كذلك، محذرا من استمرار التوسع العمراني بهذه الوتيرة ونقص حاد في المياه الصالحة للشرب نتيجة ذلك.

وبشأن التصحر والتشجير، أكد العربي أن كلّ دول العالم تعاني التصحر، ولفت إلى أن من ضمن مساهمات ليبيا في اتفاقية مناخ باريس التي وقعتها الحكومة مؤخرا، غرس مجموعة كبيرة من الأشجار التي ستعمل على استجلاب السحب.

كما أشار وزير البيئة إلى إطلاق حملة لزرع شجرة لكل مواطن، والبدء في التسويق الإعلامي لهذه الحملة في المدة القريبة القادمة.

تلوث النفط
وفي السياق ذاته، عانت بعض المدن الساحلية في البلاد أبرزها مدينة طبرق ومناطق الهلال النفطي، من تلوث الشواطئ نتيجة للموانئ والمنشآت النفطية الواقعة في نطاقها، ما أثار قلقا واستياء لدى أهالي تلك المناطق.

وتابع إبراهيم العربي موضحا أنه كان لديهم اجتماع مع وزارة النفط للحديث عن التلوث الناتج من الشركات والآبار والمنشآت النفطية والمشاريع الغازية.

وبيّن العربي أن التلوث النفطي من المرجح أن يكون جراء حوادث وتلوث مكاني خاص بالمشاريع كما يحدث في منطقة الهلال النفطي، مضيفا أن الناس تشتكي التلوث بجانب مواقع الهلال النفطي، مؤكدا توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة النفط تشمل تغطية هذه الجوانب.

القانون والتلوث
وذكر العربي أن وزارة البيئة لم يكن لها دور فاعل سابقا لكنها ستفعّل دورها الآن في هذا الصدد، مشددا على ضرورة وضع عقوبات صارمة لملوّثي البحار، والتوقيع على اتفاقيات مناخية كاتفاقية باريس لتخفيض درجة حرارة الكوكب درجة ونصف على الأقل.

وفي 6 يونيو الجاري الذي وافق اليوم العالمي للبيئة، اعتمد رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة إجراءات وزارة البيئة بشأن الموافقة على إحالة اتفاقية باريس لتغيير المناخ إلى مجلس النواب للمصادقة عليها لتنضم ليبيا للدول المصادقة على هذه الاتفاقية.

أخبار ذات صلة

الأسود: ربما تتفق روسيا معنا في أن مبادرة خوري غير واضحة الرؤية

ليبيا ترفض أن تكون ورقة ضغط، وغياب مصر عن المؤتمر يثير التساؤلات

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية