كشف موقع (MEES) أن المؤسسة الوطنية للنفط تواجه صعوبة في تحقيق أهدافها الطموحة لقطاع النفط والغاز، شريان الحياة للبلاد. جاءت المكاسب الأخيرة بفضل شراكة الحفر مع شركة “شلمبرجير” (SLB) متعددة الجنسيات والمتخصصة في خدمات حقول النفط. لكن الشركة تهدد بالانسحاب بسبب المستحقات غير المدفوعة.
في 9 يونيو، أبلغ فرحات بن قدارة، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، أن المؤسسة تعمل على تحقيق هدفها على المدى المتوسط بزيادة إنتاج النفط تدريجياً إلى أكثر من 2 مليون برميل يومياً بحلول نهاية عام 2025، انطلاقاً من إنتاج 1.2 مليون برميل يومياً حالياً.
وأظهرت بيانات الإنتاج اليومي للمؤسسة ارتفاع الإنتاج إلى 1.258 مليون برميل من النفط الخام (و53 ألف برميل من المكثفات) في 10 يونيو، وهو رقم إذا استمر لمدة شهر سيكون الأعلى منذ عام 2013. كما أشارت بيانات عدد منصات الحفر من “بيكر هيوز” إلى تحقيق القطاع لأعلى مستوى في 18 عاماً بواقع 21 منصة في فبراير.
بحسب الموقع، وفي ظل موجة حفر الآبار، تسلط المؤسسة الضوء على سلسلة من نجاحات آبار رأس البئر الأخيرة، حيث تضم قائمة لا تقل عن 38 حالة نجاح حديثة.
تشمل هذه النجاحات ثلاثة آبار بإجمالي أكثر من 10 آلاف برميل يومياً في حقل أبو الطفل التابع لشركة مليتة المشتركة بين إيني والمؤسسة، وثلاثة آبار أخرى بإجمالي 15 ألف برميل يومياً في حقل الفيل التابع لمليتة.
وفي حقل أبو الطفل، نفذت شركة “شلمبرجير” (SLB) العملاقة أعمال الحفر. وقد برزت عقود ليبيا بشكل متقدم في نتائج “شلمبرجير” للربع الرابع من عام 2023 والربع الأول من عام 2024، مما أعطى أملاً بإمكانية تحقيق هدف المؤسسة المنشود.
طبقاً للموقع المختص في أخبار الطاقة في الشرق الأوسط، باتت هذه المكاسب الأخيرة مهددة الآن بعد تهديد “شلمبرجير” (SLB) بمغادرة ليبيا.
في رسالة موجهة إلى بن قدارة في 9 يونيو، أشار مصطفى عجاج، المدير العام لـ”شلمبرجير ليبيا”، إلى “الصعوبات المالية التي تواجهها شركته بسبب الديون المستحقة لشركات شلمبرجير في ليبيا، وهي (Schlumberger Overseas, Dowell Schlumberger, and Anadrill International).
وأرفق عجاج جدولاً يفصّل ديوناً تبلغ 242 مليون دولار، موزعة على 14 شركة تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط وشركات أجنبية أخرى.
قال عجاج: “بسبب المستويات غير المسبوقة لديوننا المتراكمة مع شركائنا في ليبيا، وبعد محاولات وجهود عديدة لتحصيل مستحقاتنا، نأسف لإبلاغكم بأن عمليات خدماتنا في حقول النفط ستتوقف اعتباراً من الشهر المقبل (يوليو 2024) حتى تسوية الديون والمستحقات المالية”.
مع ذلك، وبالنظر إلى موجة الصفقات الكبيرة التي حققتها “شلمبرجير” (SLB) في ليبيا مؤخراً، قال عجاج إنهم يسعون إلى “حل سريع” للأزمة.
تهدد أزمة الديون المستحقة لـ”شلمبرجير” (SLB) بإرجاع مكاسب الإنتاج الليبية الأخيرة إلى الوراء، في وقت تكافح فيه المؤسسة الوطنية للنفط لتحقيق أهدافها الطموحة لقطاع النفط والغاز شريان حياة البلاد.
فهل ستتمكن مؤسسة النفط من تجاوز هذه العقبة وتحقيق أهدافها المنشودة في زيادة الإنتاج بالنظر إلى تهديد “شلمبرجير” (SLB) الجدي بالانسحاب وحجم الديون المستحقة؟ أم ستظل الأزمة المالية عائقاً أمام تحقيق أي زيادة نوعية في الإنتاج؟