أعربت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب عن استغرابها واستنكارها للتصريحات الصادرة عن ممثل دولة السودان في مجلس الأمن الدولي، والتي ألقاها أمام أعضاء المجلس الأربعاء.
في بيانها نشر مساء الخميس، أكدت الحكومة التي يرأسها أسامة حماد على رفضها “التام للاتهامات الباطلة والمغلوطة التي وجهها المبعوث السوداني، والتي ادعى فيها دعم ليبيا لأحد الأطراف المتصارعة في السودان على حساب الآخر.”
وأوضحت الحكومة أن هذه الاتهامات “تأتي في وقت تشهد فيه السودان انتهاكات جسيمة وجرائم ضد الإنسانية وصلت إلى حد التطهير العرقي، وفقًا لما ورد من أنباء عن هناك، نتيجة لنزاع مسلح وحرب داخلية اندلعت منذ أبريل العام الماضي لأسباب جهوية وقبلية وسياسية، مما حول هذه الحرب إلى كابوس مرعب للسكان الأبرياء وأجبر الملايين على النزوح داخليًا وخارجيًا بحثًا عن الأمن والأمان.”
وشددت الحكومة في بيانها على أن ممثل السودان في مجلس الأمن “تجاهل عمدًا الدور الهام الذي تقوم به القوات المسلحة العربية الليبية في تأمين الحدود مع السودان وباقي الدول المجاورة.” وأكدت الحكومة “رفضها القاطع لهذه التصريحات،” مشيرة إلى أنها قوات القيادة العامة “تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للسودان أو غيره من الدول الصديقة والشقيقة.”
وحذرت حكومة حماد جميع الأطراف من “محاولة الزج بليبيا وسلطاتها، خاصة الأمنية والعسكرية، في هذا النزاع الداخلي وتصفيات الحسابات،” داعية إلى إبعاد ليبيا عن هذه الصراعات.
وأكدت أنها اتخذت “خطوات فعالة لاستقبال الأعداد الكبيرة من النازحين واللاجئين السودانيين إلى ليبيا. وقد تم تشكيل لجان عليا تنفيذية مختصة لتقديم الدعم الطبي والغذائي وتأمين أماكن إيوائهم بالتنسيق مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.”
وأشارت الحكومة إلى أنها قدمت مساعدات طارئة طبية وغذائية ودعماً نفسياً لأكثر من 400 ألف نازح سوداني من مختلف الأعمار والفئات، دون أي مساعدات دولية أو إقليمية، رغم الأزمات التي تمر بها ليبيا.
واختتمت الحكومة بيانها بدعوة جميع الأطراف في السودان إلى العمل على إيقاف شلال الدم بين الأشقاء، وتغليب لغة العقل، والاستجابة لدعوات الحوار والمصالحة الداخلية أو التي ترعاها دول الجوار، وصولًا إلى السلام التام وعودة المهجرين والنازحين إلى بيوتهم.
وكان مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس قد قال إن قوات “اللواء 106″ التابعة لخالد حفتر، متورطة في إمداد شحنات الذخائر ومدافع الهاون لـ”ميليشيا الدعم السريع” عبر مدينة الكفرة الحدودية مع السودان.