صحيفة دير شبيغل الألمانية تكشف عن أنّ الجناة الحقيقيين في قضية غرق قارب يحمل مهاجرين قبالة سواحل اليونان، في يونيو الماضي، بعد انطلاقه من مدينة طبرق ـ هم رجال تربطهم صلات واضحة بقائد القيادة العامة في بنغازي خليفة حفتر.
ومع ذلك، فقد اعتقلت السلطات اليونانية 9 مصريين كانوا على متن السفينة، وحاكمتهم بتهمة التهريب، وسيواجهون غرامات باهظة وأحكاما بالسجن مدى الحياة إذا ثبتت التهمة عليهم.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان من المهاجرين الناجين، قولهم: إنهم تعرضوا لضغوط من مسؤولين يونانيين لتوجيه الاتهام للرجال الـ9 بأنهم تجار بشر.
ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر مختلفة، أحدهم ناجٍ من القارب وثانيهم مساعد مهرّب وثالثهم مصدر ليبي داخلي، قولهم: إن أحد المتهمين الرئيسيين هو شخص يعمل في كتيبة “الضفادع البشرية” واسمه “محمد أ”.
الصحيفة الألمانية قالت إن المتحدث باسم القيادة العامة لم يردّ على الأسئلة التي أرسلتها إليه الصحيفة.
ويروي شاب سوري للصحيفة، أنه عندما وصل بالطائرة إلى مطار بنينا في بنغازي عبر شركة “أجنحة الشام”، استقبله عناصر من لواء “طارق بن زياد” الذي يقوده نجل قائد القيادة صدام خليفة حفتر، مضيفا أنه دفع 4500 دولار للعبور إلى إيطاليا.
وذكرت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي على علم بأنشطة التهريب المشتبه بها لحفتر، مستدلّةً بإخبار موظفين بالأمم المتحدة لدبلوماسيين أوروبيين في يناير الماضي، أن تجارة الهجرة تمثّل “مصدر دخل مربح لحكام شرق ليبيا”.
وكانت الأوساط الأوروبية والدولية اهتزّت على وقع غرق قارب يحمل نحو 750 مهاجرا، في 14 يونيو الماضي، بعد 6 أيام من التّيه في البحر منذ انطلاقه من سواحل مدينة طبرق، أُنقذ منهم نحو 104 فحسب، أغلبهم من الجنسيات المصرية والسورية والباكستانية، وقد انقلب القارب عندما ربطه خفر السواحل اليوناني بحبل لجرّه.