كشف تقرير لوكالة الأنباء الإيطالية “نوفا” النقاب عن تزايد الدور الروسي والصيني في ليبيا، حيث تسعى الدولتان إلى ترسيخ تواجدهما الاقتصادي والعسكري في أرجاء مختلفة من ليبيا الغنية بالنفط وذات الموقع الاستراتيجي الهام.
ففي العاصمة طرابلس، الخاضعة لسيطرة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، افتتحت روسيا يوم الأربعاء سفارتها بعد 7 أشهر من تسليم أوراق اعتماد السفير حيدر أغانين، في خطوة مهمة لتوطيد العلاقات مع حكومة الوحدة المعترف بها دولياً.
كما أعلن السفير الروسي عن نية بلاده افتتاح قنصلية عامة في مدينة بنغازي شرقاً قريباً، حيث الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، مؤكداً التزام موسكو بتعزيز تواجدها في برقة، التي تتمتع فيها بوجود عسكري عبر مقاتلين سابقين في مجموعة فاغنر.
أما الصين، فقد استقبل رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، رئيس ائتلاف الشركات الصينية “بي إف آي” بقيادة مجموعة “تشاينا ريلوايز إنترناشيونال”، صالح عطية، ووزير الاقتصاد في الحكومةالمكلفة، علي السعيدي.
وتركزت المحادثات، حول آخر التطورات المتعلقة بالمشاريع في مجال مصادر الطاقة المتجددة، مثل بناء محطات للطاقة الشمسية في الكفرة والمخيلي وتمنهنت، إضافة إلى البنى التحتية مثل مشروع السكك الحديدية لربط العاصمة بنغازي مع مدينة مرسى مطروح في مصر، مروراً ببلدية مساعد على الحدود الليبية-المصرية. وقد وقعت مذكرة تفاهم بشأن هذا المشروع في 9 فبراير الجاري.
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل نحو شهرين، وقعت بعض الشركات الصينية اتفاقية مع رئيس “صندوق إعادة إعمار ليبيا”، بلقاسم حفتر، ابن قائد القيادة العامة خليفة حفتر، لإعادة إعمار مدينة درنة والمناطق التي تضررت جراء الفيضانات المدمرة التي ضربت الجبل الأخضر سبتمبر الماضي.
وفي نهاية أكتوبر الماضي، قال الوزير علي السعيدي لـ “راديو فرانس إنترناشيونال” إن “الصين هي اليوم القوة الفعالة التي يمكنها بناء الجسور والبنى التحتية والطرق في وقت قصير جداً”. ووفقاً للوزير، ستمول الصين في ليبيا مشروعاً بقيمة 30 مليار دولار، لبناء مترو الأنفاق من خلال ائتلاف “بي إف آي”.
ونقلت نوفا عن مصادر ليبية في طرابلس أنه لا توجد حالياً استثمارات صينية في البنى التحتية لشمال إفريقيا. ومع ذلك، فمن الخطأ التقليل من الدور الذي لعبته الصين وما زالت تلعبه في ليبيا.
وقبل عام 2011، كان لدى الشركة الوطنية الصينية للبترول في ليبيا قوة عاملة مكونة من 30 ألف عامل وفني صيني، وتمكنت من توجيه أكثر من 10 في المئة من صادرات النفط الخام الليبي، كما بدأت شركة السكك الحديدية الصينية ثلاثة مشاريع رئيسية في ليبيا بقيمة إجمالية تبلغ 4.24 مليار دولار في أواخر عهد القذافي، إلا أنها توقفت نتيجة أحداث 2011.
وتسعى كل من روسيا والصين لاستغلال ثروات ليبيا النفطية وموقعها الاستراتيجي لزيادة نفوذهما بالمنطقة على حساب دول الغرب التي تحاول استعادة دورها هناك بعد سنوات من الفوضى.