أدى صراع السيطرة على مصرف ليبيا المركزي إلى فرض حصار على إنتاج النفط ويهدد بأسوأ أزمة منذ سنوات بالنسبة لأكبر مصدر للطاقة والذي تمزقه منذ فترة طويلة بين الأطراف الشرقية والغربية المتنافسة، بحسب وكالة رويترز.
وضع متشابك
وأشارت رويترز بأن الوضع متشابك للغاية لدرجة أنه بينما يحتفظ الكبير بالسيطرة على موقع المصرف المركزي، يصدر المجلس المنافس المكلف من المجلس الرئاسي بيانات على صفحة المصرف على فيسبوك.
حافة الهاوية
وأفادت الوكالة أن المركزي أصيب بالشلل بسبب سياسة حافة الهاوية، مما جعله غير قادر على إجراء المعاملات لأكثر من أسبوع، مما يهدد الوظائف الاقتصادية الأساسية، ولا يبدو أن أيا من الجانبين قادر على التراجع، مما يجعل العنف أكثر احتمالا يوما بعد يوم، وأي تحرك لحل الأمور سلميا سيكون معقدا بسبب المشهد المنقسم إلى مؤسسات حاكمة متنافسة.
أزمة سياسية
وأوضحت الوكالة أن الأسوأ من ذلك أن الأزمة أتت في وقت توقفت فيه الدبلوماسية الدولية لحل الأزمة السياسية في ليبيا، مع شغور منصب مبعوث الأمم المتحدة وعدم وجود ما يشير إلى أن القوى الأجنبية تمكنت من السيطرة على الأطراف المتنازعة.
كما ذكرت رويترز أن قضية المركزي سياسية وليست بيروقراطية، لكنها خطيرة بدون توافق في الآراء، يمكن تفريغ أقوى مؤسسة متبقية في البلاد بشكل فعال، كما بدا أن الإقالة المعلنة للكبير تتعارض مع الاتفاق السياسي الليبي لعام 2015، وهو أساس تعامل المجتمع الدولي مع الأطراف الليبية.
تجميد الاقتصاد
وقالت الوكالة “يبدو أن المجلس الجديد الذي أعلنه المنفي غير قادر على التحكم في وظائف مصرف ليبيا المركزي”، وأنه “إذا طال أمد الصراع من أجل السيطرة، فإن جميع رواتب الدولة والتحويلات بين البنوك وخطابات الاعتماد اللازمة للواردات ستصبح مستحيلة، مما يؤدي إلى تجميد الاقتصاد والتجارة الدولية لليبيا”.
حصار نفطي
وأضافت الوكالة أن الحصار النفطي الذي يفرضه الجانب الشرقي سيؤدي إلى حرمان مصرف ليبيا المركزي تدريجيا من الأموال الجديدة، فضلا عن تقليل المكثفات المتاحة لمحطات الطاقة، مما يعني أن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة قد يعود قريبا.