زيارة عقيلة صالح إلى تركيا.. أهداف سياسية، ومكاسب اقتصادية

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء في العاصمة أنقرة، رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ونائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، بحضور رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، لبحث المستجدات السياسية في ليبيا والعلاقات الثنائية بين البلدين.

نقاط التوافق
وتوافقت الأطراف الليبية مع أردوغان خلال اللقاء الذي جرى بعيدا عن وسائل الإعلام، بشأن الإطار الدستوري والخلاف القائم على السلطة التنفيذية، بحسب ما أفاد مصدر خاص لفواصل.

واتفق المجتمعون على العديد من النقاط الأخرى، أبرزها الحفاظ على وحدة ليبيا، والإسراع في إجراء الانتخابات من خلال التشريعات اللازمة، عبر حكومة واحدة قوية، والتأكيد على استبعاد الحل العسكري.

وهذا ما أكده اللافي الذي صرح أن الاجتماع تناول مستجدات التطورات السياسية في ليبيا، مؤكدا اتفاق وجهات النظر على الحفاظ على وحدة التراب الليبي، والإسراع في إجراء العملية الانتخابية، عبر التشريعات اللازمة والمتفق عليها عبر حكومة واحدة قوية، والتأكيد على استبعاد الحل العسكري، وإيقاف كافة التصعيدات التي تعرقل بناء الدولة المدنية الديمقراطية.

تطور جديد
ويعدّ لقاء عقيلة بأردوغان تطورا جديدا في الوضع السياسي بليبيا، خاصة أن الأول كان من أشد المعارضين لأردوغان ومواقفه المنحازة للمعسكر الذي يسيطر على غرب البلاد، والرافضين للتدخل التركي في الأزمة الليبية، ويرجح البعض أن هذه الزيارة قد تغير من سلوك الساسة في المنطقة الشرقية تجاه تركيا.

وجاءت هذه الزيارة في ظل أوضاع أمنية مضطربة تعيشها العاصمة طرابلس وسط مخاوف من اندلاع صراع مسلح، وقلق دولي واسع من الانسداد السياسي واستمرار الخلافات بين الأطراف المتنازعة على السلطة.

الاتفاقية الليبية التركية
وتسعى تركيا إلى إنشاء علاقات مع الطرف الذي يسيطر على المناطق الليبية التي تحد سواحلها البحرية، لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاقية الموقعة بين الحكومة التركية وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج في نوفمبر 2019، وضمان استمرارها، وكذلك حفاظا على مصالحها وتعزيزا لنفوذها في المنطقة.

وقد لقيت هذه الاتفاقية رافضا واسعا من معسكر الشرق آنذاك، بسبب وقوف تركيا إلى جانب حكومة الوفاق وقواتها ضد قوات حفتر التي شنت هجوما مسلحا للسيطرة على العاصمة طرابلس في 4 أبريل 2019، لتخسر هذه الحرب بفضل الدعم الكبير الذي قدمته تركيا لصدّ هذا الهجوم.

ووافق البرلمان التركي في 21 يونيو الماضي، على مذكرة من الرئيس التركي بشأن تمديد مهام القوات التركية في ليبيا، لمدة 18 شهرا إضافيا، تبدأ اعتبارا من 2 يوليو المنصرم، تهدف إلى حماية المصالح الوطنية لتركيا في إطار القانون الدولي، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة ضدّ المخاطر الأمنية، بحسب المذكرة.

تقارب تركي
وتسعى تركيا إلى تحقيق تقارب مع الطرف الليبي في شرق البلاد، وذلك عقب زيارة وفد من مجلس النواب يضم النائب الأول لرئيس المجلس فوزي النويري، وعدد من النواب من بينهم الأعضاء الموالون للقيادة العامة بدر النحيب وعيسى العريبي ويوسف العقوري، لبحث العديد من الملفات السياسية والاقتصادية.

فهل ستنعكس زيارة عقيلة صالح إلى تركيا على تغير موقف الطرفين في الأزمة الليبية؟ وهل تنجح أنقرة في تحقيق مكاسبها الاقتصادية في البلاد؟ وهل ينجح عقيلة وحلفاؤه في شرق ليبيا في تحقيق أهدافهم السياسية؟

أخبار ذات صلة

مبادرة ستيفاني.. هل اصطدمت بـ”فيتو” روسي؟

تقرير أمريكي: استقرار ليبيا يعتمد على حياد المؤسسات الاقتصادية

الأسود: ربما تتفق روسيا معنا في أن مبادرة خوري غير واضحة الرؤية