طرفا الحرب الليبية يعلنان وقف إطلاق النار

طرفا الحرب الليبية يعلنان وقف إطلاق النار

هبة صالح
فاينانشال تايمز
31 أغسطس 2020

أعلنت الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية التي وضعتها في مواجهة قوات متمركزة في الشرق بقيادة خليفة حفتر، وهو جنرال منشق يحاول الاستيلاء على السلطة في الدولة الغنية بالنفط في شمال إفريقيا.
وقال فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والتي تدعمها وتسلحها تركيا، إن الأوامر صدرت “لجميع القوات العسكرية بوقف فوري لإطلاق النار ووقف العمليات الحربية في جميع أنحاء الأراضي الليبية”.
كما جاءت دعوة منفصلة لوقف إطلاق النار يوم الجمعة من عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب في الشرق، وهو برلمان متحالف مع الجنرال حفتر – في إشارة، كما يعتقد البعض، إلى انقسام في معسكر الجنرال، في حين لم يقدم الجنرال حفتر أي رد.
وينظر محللون ودبلوماسيون إلى هذه الإعلانات على أنها إشارة إلى تراجع التصعيد في حرب الوكالة القائمة التي اجتذبت قوى إقليمية ودولية قدمت المرتزقة والأسلحة المتطورة والدعم اللوجستي والغطاء الدبلوماسي للأطراف المتحاربة.
وقد رحبت الأمم المتحدة “بحرارة” بدعوة وقف إطلاق النار قائلة إنها “تظهر الشجاعة التي تحتاجها ليبيا بشكل عاجل خلال هذه الأوقات العصيبة”، كما دعت ستيفاني ويليامز، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، إلى “التنفيذ السريع لدعوة الزعيمين لاستئناف إنتاج النفط وتصديره”.
وأوقف حفتر صادرات النفط منذ يناير كوسيلة للضغط على الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة عبر حرمانها من عائداته.
وأشادت مصر، الداعم الرئيسي للجنرال الشرقي، بإعلانات “كلا الجانبين”، وصرح الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنها “خطوة مهمة على طريق تحقيق تسوية سياسية”.
وقال طارق المجريسي، المختص بشؤون ليبيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، “هذا أمر إيجابي، عادة لا تحصل على أخبار جيدة من ليبيا، هناك اتفاق بين السراج وعقيلة ودعم من تركيا ومصر “.
وجادل المجريسي بأن “هذا لا يغير قواعد اللعبة بعد، ولكنه إيجابي من حيث أننا كنا نتوقع حربًا ستعمق تورط مصر وتركيا”.
وكانت مصر وروسيا والإمارات وفرنسا الداعمين الرئيسيين للجنرال حفتر، حيث أرسلت روسيا مرتزقة وقدمت الإمارات العربية المتحدة عمليات نقل ضخمة للأسلحة المتطورة للمساعدة في الهجوم للسيطرة على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في أبريل من العام الماضي، لكنه انهار بعد أن أرسلت تركيا دعما عسكريا ومرتزقة سوريين.
وكان السيسي قد حذر في يونيو من أن مصر مستعدة للتدخل عسكريا في ليبيا إذا استولت قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا على مدينة سرت الساحلية، وهي بوابة لمنشآت نفطية مهمة يسيطر عليها الآن الجنرال حفتر.
وفي إعلانه لوقف إطلاق النار، دعا السيد السراج من حكومة الوفاق الوطني إلى نزع السلاح من سرت والجفرة، وهي بلدة صحراوية في وسط ليبيا فيها قاعدة جوية استراتيجية، قائلاً إنه من الضروري أن يتم وقف إطلاق النار.
وهو ما سيجنب البلاد خطر التدخل المصري وما يصفه الدبلوماسيون بالخط الأحمر الروسي.
ويشير الإعلان أيضًا إلى وجود محاولة لتهميش الجنرال حفتر حتى من قبل داعميه، وأشار المجريسي إلى أن التحركات الأخيرة “تمكن عقيلة صالح ضد حفتر الذي يقع في أقصى الطرف الشرقي من المعسكر”. وقال إنه على الرغم من أن الرجل العسكري القوي لا يزال لديه قوات تحت تصرفه، إلا أن قاعدة قوته تضعف مع ظهور انشقاقات نتيجة انهيار هجومه العسكري للسيطرة على طرابلس.
وقال المجريسي: “لم يعودوا متحدين. هناك تراجع في الدعم من القبائل الشرقية التي تشكل جزءًا كبيرًا من قواته”.

 

 

أخبار ذات صلة

سباق الأمتار الأخيرة في الانتخابات الأمريكية.. ما هي الانعكاسات على الواقع في ليبيا؟

منظمة صحفيات بلا قيود تحذر من انعدام حرية الصحافة في ليبيا

وساطة أممية.. هل تنهي أزمة المصرف المركزي؟