فيلم “أسد الصحراء” يتحرر من الرقابة ويعرض في 9 مدن إيطالية

بعد مرور أكثر من 40 عاما على إطلاقه، ينتقل فيلم “أسد الصحراء” إلى دور السينما الإيطالية لأول مرة منذ عام 1981، ويستوحي الفيلم من حياة المناضل “عمر المختار” وهو يقود الكفاح ضد الاحتلال الإيطالي، وتم إخراج الفيلم بواسطة المخرج السوري الأمريكي مصطفى العقاد.

وسيتم عرض الفيلم بحسب مجلة “ليفت” الرقمية بشكل متزامن في 9 مدن إيطالية وهي: روما وتورينو ونابولي وميلانو وأريستو ومونزا وبولونيا ومودينا إضافة إلى بيزا في 16 سبتمبر المقبل بتنظيم منظمة “Un Ponte Per” بمناسبة اليوم الليبي لإحياء ذكرى ضحايا الاحتلال الإيطالي.

يأتي الترويج لهذا الحدث التاريخي ضمن مبادرات يوم إحياء ذكرى ضحايا الاحتلال الإيطالي، ويهدف عرض الفيلم التاريخي إلى الانتباه إلى المسؤوليات الإيطالية خلال فترة الاحتلال الاستعماري في ليبيا والقرن الأفريقي والبلقان، كما سيسبق كل عرض للفليم مقدمة موجزة وسياق تاريخي عن تلك الحقبة.

وخلال الحديث عن عرض الفيلم في دور العرض الإيطالية تناولت مجلة “ليفت” الرقمية سرد ملخص عن قصة الفيلم وطريقة إنتاجه وتصويره.

القصة
يصور فيلم “أسد الصحراء” آخر عامين من حياة عمر المختار 1929-1931 أي إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا، والتي أَرسل خلالها بينيتو موسوليني الجنرال رودولفو غراتسياني للقضاء على الثوار في ليبيا الذين كان يقودهم الشيخ عمر المختار المُلقب بأسد الصحراء.

وكان المختار معلما دينيا ناهز العقد السادس من عمره، لكنه وجد نفسه قائدا يخطط للمعارك، ويقود الثوار لمواجهة عدو يمتلك أحدث الأسلحة.

إنتاج الفيلم
بدأ تصوير الفليم في مارس 1979 وانتهى في أكتوبر من نفس العام، وكانت معظم مواقع التصوير هي المواقع الفعلية التي جرت فيها الأحداث. ولم يدخر القذافي وقتها أي نفقات لإنتاج الفيلم، إذ بلغت ميزانيته 35 مليون دولار أي مايقرب من 140 مليون دولار اليوم، كما ضمت عملية اختيار الممثلين حوالي 250 ممثلاً من جميع أنحاء العالم وحوالي 5000 ممثل إضافي.

العرض والرقابة
أصبح ضروريا بعد نجاح الفيلم على المستويات المحلية أن يتم إصدار نسخة لـ “أسد الصحراء” في جميع أنحاء أوروبا عقب عرضه العالمي الأول في نيويورك في أبريل 1981، حيث تم عرضه خلال مهرجان كان السينمائي في عام 1982.

وبعد نجاح عرضه في أوروبا، ومع ذلك تم حظر الفيلم في إيطاليا، ولم يحصل على موافقة عرضه من الرقابة، وعلى حد تعبير وكيل الخارجية الإيطالي في ذاك الوقت رافائيل كوستا، من حكومة أندروبوتي، فإن الفيلم صنف ليكون ضارا بشرف الجيش الإيطالي.

الاعتراف بالماضي
وخلال عام 2009 وبعد توقيع الاتفاقية الليبية الإيطالية مع رئيس الوزراء سيلفيو بيرليسكوني، والتي اعترفت فيها إيطاليا بماضيها الاستعماري ووعدت بتعويض الليبيين على شكل استثمارات، قام معمر القذافي بزيارة روما في 2009 وكان عرض الفيلم أحد طلباته لبيرليسكوني.

تم عرض الفيلم مرة واحدة فقط على شبكة سكاي سينما كلاسيكس، في اليوم الثاني لوصول القذافي في 11 يونيو 2009، ومع ذلك على الرغم من كل هذه الجهود لاستعادة إرث عمر المختار، فإن أسد الصحراء لديه ارتباط كبير من الشعب الليبي.

وخلال الثورة ضد نظام القذافي في عام 2011، كان عمر المختار هو الشخصية التي دفعت الليبيين إلى التوحد، وكانت شعاراته ثابته وكلماته خلال الفيلم، “نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت”.

عرض هذا الفيلم التاريخي في دور العرض الإيطالية بحسب المجلة سيكون مشروعا كبيرا لمنظمة ” Un Ponte Per ” غير الربحية، والذي يهدف إلى المساعدة في استعادة ذاكرة ووعي الاستعمار الإيطالي في الوعي الجماعي.

كما اختتمت أن الشركة الأمريكية التي انتجت الفيلم لم تعد موجودة، وبعد المحاولات وجدت المنظمة شركة أجنبية أخرى لا تزال تملك حقوق التوزيع في جميع أنحاء العالم، وتفاوضت على شراء حقوق عشرة عروض، وتمكنت من الحصول على ترخيص من وزارة الثقافة الإيطالية لعرضه الفترة المقبلة.

أخبار ذات صلة

ليبيا ترفض أن تكون ورقة ضغط، وغياب مصر عن المؤتمر يثير التساؤلات

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية

حمزة: الإرهاب يضرب في كل مكان وينتقل من دولة لأخرى وغير معتد بالحدود الرسمية