قبل إعلان بدء المرحلة الثانية من العملية.. تصعيد في الزاوية، وقلق أمريكي بريطاني، واستنكار محلي

مع شروق شمس اليوم السادس من بدء العملية الأمنية التي أطلقتها وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، على ما أسمته أوكار تجارة المخدرات وتهريب الوقود والمهاجرين، والجريمة المنظمة، في منطقة الساحل الغربي عموما، والزاوية خصوصا.

لم تسجل خلال يوم أمس الاثنين واليوم الثلاثاء أي ضربات بالطيران المسيّر، لكنّ التطور اللافت هو توالي ردود فعل محلية ودولية رافضة، على شكل بيانات، واحتجاجات، وإغلاقات، ستكون لها تداعياتها مستقبلا، في ظل تأكيد الدبيبة على استمرار العملية.

بدء المرحلة الثانية

في الوقت الذي أكدت فيه دقة عملياتها واتباعها كل الإجراءات لحماية المدنيين، أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية انتهاء المرحلة الأولى من العملية التي أطلقتها لمكافحة التهريب والاتجار بالبشر، وبدء المرحلة الثانية منها، داعية المواطنين إلى الابتعاد عن الأماكن المشبوهة، بحسب ما نشر مكتب الإعلام الحربي بالوزارة.

إغلاق مصفاة الزاوية

وفي أقوى ردٍّ عمليّ على العملية حتى الآن، أغلقت مجموعة مسلحة خطوط نقل الوقود والغاز من مصفاة الزاوية لتكرير النفط، إلى محطات توليد الكهرباء في طرابلس، بحسب مصادر خاصة أكدت ذلك لفواصل.

وحذرت عقب ذلك، شركة الكهرباء من مغبّة انخفاض إنتاج المحطات الكهربائية إذا استمر إغلاق خطوط النقل من مصفاة الزاوية، وتداعيات ذلك على الشبكة في أنحاء ليبيا، بحسب تصريح الناطق باسم الشركة وئام التائب لفواصل.

يأتي هذا في ظلّ اقتراب بلوغ الذروة الصيفية التي تشهد عادةً طلبا كبيرا على الكهرباء، وتأكيد حكومة الوحدة قرب حلّ الملفّ نهائيًّا في ظل نجاحها في تجنّب حدوث انقطاعات كبرى في الذروة الشتوية الماضية.

إغلاق الساحلي
وفي منطقة الماية بورشفانة، التي كان لها نصيب من القصف الذي طال ميناءها أمس الأحد، وأدى إلى وفاة عنصرين بحرس السواحل التابع لوزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، أغلق محتجون الطريق الساحلي ردًّا على ذلك.

كما أغلقت مجموعة مسلحة اليوم الاثنين، الطريق الساحلي في منطقة المطرد غرب الزاوية ردا على قصف مواقع بالمنطقة أيضا، مسبّبةً ارتباكا للمواطنين المارّين منه، بحسب مصادر لفواصل.

تركيا تنفي
ونفت تركيا، على لسان سفيرها في ليبيا كنعان يلماز خلال لقائه النائب بالمجلس الرئاسي عبدالله اللافي، صحة الأنباء المترددة عن مشاركة أنقرة في العمليات الأمنية الأخيرة غربي البلاد، مؤكدا حرص بلاده الثابت على دعم واستقرار ليبيا.

استنكار النواب

وفي تأكيد لموقفه السابق، استنكر مجلس النواب القصف بالطيران المسيّر الذي يستهدف تصفية حسابات سياسية وليس لمكافحة التهريب “كما يدّعي من وراءه”، في إشارة إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية.

مجلس النواب قال إنه سيُخاطب النائب العام واللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية والبرلمان التركي، بشأن هذا “الاعتداء” على مدينة الزاوية.

قلق أمريكي بريطاني

وتأخر إصدار الولايات المتحدة وبريطانيا، تعليقا على العملية، حتى اليوم الاثنين، حيث أعربت الولايات المتحدة، عبر سفارتها في ليبيا، عن قلقها من ورود تقارير عن استخدام الأسلحة في مناطق مدنية بالزاوية، واحتمال حدوث مزيد من العنف بالمدينة، مطالبةً القادة الليبيين بخفض التصعيد واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية أرواح المدنيين.

أمّا بريطانيا، فأكّدت أن استخدام الأسلحة التي تعرض أرواح المدنيين للخطر، أمر غير مقبول، داعيةً إلى عدم التصعيد وتجنب أي أعمال تهدد حياة الناس اليومية.

ازدواجية معايير

اتهم رئيس مجلس الدولة خالد المشري، في بيان أصدره الجمعة الماضية، الدبيبة بالازدواجية في ادّعائه الحرب على تهريب الوقود، في ظلّ تورط شخصيات مقربة منه ومستشارين له في تهريب الوقود على نطاق واسع بشكل شبه رسمي.

وطالب المشري، المجلس الرئاسي بسحب صلاحيات استخدام الطيران المسير من الدبيبة، الذي بات يستغلّه سياسيا لإرهاب خصومه السياسيين.

أمّا الخبير في الشؤون الليبية في المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن البريطاني جلال حرشاوي، فقد أشار إلى أنّ كل المجموعات المسلحة الفاعلة في المنطقة تشارك بشكل كبير في تهريب الوقود أو المخدرات أو البشر بطريقة أو أخرى، غير أن الدبيبة يهاجم فقط فئة معينة، ويتجاهل مهربين آخرين يدعمونه.

سلاح الدبيبة

الباحث في المجلس الأطلسي عماد الدين بادي، أوضح أنّ الدبيبة أنشأ، في مايو 2022، “جهاز الطيران الإلكتروني” الذي يضمّ كل ما له علاقة بالطائرات المسيّرة، خاصة طائرات “بيرقدار بي 2” التركية الصنع، وجعله تابعا لوزارة الدفاع بحكومته، وذلك بعد نحو شهرين من تعيين فتحي باشاغا رئيسا لحكومة موازية في 22 مارس 2022.

ويرى بادي أن الدبيبة سعى بهذه الخطوة إلى تعزيز سيطرته على التعاون التركي الليبي في مجال التدريب على الطائرات المسيرة، بعد تحالف باشاغا مع رئيس غرفة عمليات حكومة الوفاق الوطني في حرب طرابلس أسامة الجويلي المنحدر من مدينة الزنتان.

وأشار بادي إلى أن باشاغا وجويلي أشرفا شخصيًا على إنشاء غرف عمليات الطائرات المسيّرة بطرابلس، ولا يزال لهما نفوذ غير رسمي بين الرتب المختلفة في وزارتي الداخلية والدفاع، ولذا سعى الدبيبة إلى عملية تطهير في صفوف المنتسبين للغرفة واحتكار قيادتها عبر الجهاز الجديد الذي أنشأه.

ويؤكد الباحث الليبي أنّ الدبيبة صار بإمكانه الآن استخدام ضربات الطائرات المسير بشكل شبه مستقل ضد معارضيه، في ظلّ قبول تركيا السلبي من خلال صمتها، ويرسل رسالة سياسية واضحة جدًا إلى الجهات الفاعلة خارج البوصلة في الزاوية، أنّ لديه أداة غير تقليدية للحرب الجوية في ليبيا مع الإفلات التام من العقاب.

أخبار ذات صلة

مهرجان “درنة الزاهرة” ينهي مشواره بتوزيع الجوائز والتكريم 

حي في الجنوب الغربي يعاني أزمة في انقطاع الكهرباء لأكثر من 20 يوما

مردة: من المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية بداية الأسبوع المقبل