كيف تأثرت ليبيا بالتغير المناخي وما الحلول للتخفيف من حدته؟

كيف تأثرت ليبيا بالتغير المناخي وما الحلول للتخفيف من حدته؟

يشير تغير المناخ إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس ويمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية، بسبب التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة، ولكن الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الذي يمثل أكثر من 75 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية وحوالي 90 في المائة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

الاحتباس الحراري

ونظرا لوجودها في الغلاف الجوي للأرض، فإن انبعاثات الغازات الدفيئة تحبس حرارة الشمس مما يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ، حيث ترتفع درجة حرارة العالم حاليا بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل.

وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض.

اهتمام دولي

ويحظى التغير المناخي، وتردي التربة والإنتاج غير المستدام للطاقة، وتلوث الهواء والماء، وفقدان التنوع البيولوجي باهتمام عالمي كبير، عبر البرتوكولات والبرامج التي من بينها، بروتوكول مونتريال لعام 1987، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لعام 1992 والمعروفة باسم (UNFCCC)، وبروتوكول كيوتو لعام 2005 واتفاقية باريس لمواجهة التغير المناخي العالمي في عام 2015 وغيرها.

التأثيرات

بالنظر لتأثيرات التغيّر المناخي في ليبيا نجدها حرجة وعاجلة ،وتتنوع بين أزمة ندرة المياه، والتصحر، وموجات الحرّ السنوية، بالإضافة إلى زيادة حدة بعض الظواهر المتطرفة مثل العواصف الترابية (العاصفة الترابية لعام 2022) التي لفتت انتباه المواطنين في المدن الليبية بين شهريّ مارس وأبريل إذ تلحّفت المدن بغطاء برتقالي قاتم أعتم السماء لعدة أيام كواحدة من نتائج التغير المناخي.

الصحراء الليبية

يُعدّ التصحّر أحد أكثر التهديدات البيئية إلحاحا في ليبيا والذي يشكل مخاطر بفقدان المزيد من الأراضي الصالحة للزراعة المحدودة بالفعل، والتي بدورها تهدد الأمن الغذائي، حيث تمثل الصحراء في ليبيا ما يقرب من 95 في المائة من مساحة الأراضي الليبية، حيث تعج المناطق الساحلية والجبال المنخفضة والواحات المتناثرة في الصحراء بالكثافة السكانية، وتعاني من أعلى مستويات تدهورالأراضي.

جهود منقوصة

في ليبيا، وكما الحال في أماكن أخرى، تسبب هذه المشاكل البيئية عراقيل أمام الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة وإدارة الموارد الطبيعية للبلاد على نحو ملائم.

وفي هذا الصدد، وقعت ليبيا على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 2015 وصدّقت على اتفاق باريس للمناخ عام 2021، وعلي الرغم من الاهتمام بالملف، إلا أنه لم يتم تقديم السياسات أو الخطط أو التقارير المطلوبة.

تقرير أممي

الأمم المتحدة أكدت في تقرير حديث لها بشأن المناخ، أن التغيرات المناخية أصبحت سريعة ومكثفة وواسعة الانتشار وأن هذه التغيرات ستواصل منحاها التصاعدي في المستقبل لتزيد من تأثيرها على حياة الإنسان عبر زيادة تواتر العديد من الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة.

مهلة قصيرة

ووفقا لآخر أبحاث الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IBCC التي تتخذ من جنيف مقرا لها، فإن أمامنا أقل من 11 سنة لإجراء التحوّل الضروري لتجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ، وأنه يلزم تخفيض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الجو بمقدار 45 في المئة بحلول عام 2030 لمنع تجاوز الاحترار العالمي.

الوقود الأحفوري

بحسب الأمم المتحدة ولتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، يجب خفض الانبعاثات بمقدار النصف تقريبا بحلول عام 2030 والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050 ,ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى التخلص من اعتمادنا على الوقود الأحفوري والاستثمار في مصادر بديلة للطاقة تكون نظيفة ومتاحة وفي المتناول ومستدامة وموثوقة.

أخبار ذات صلة

مبادرة ستيفاني.. هل اصطدمت بـ”فيتو” روسي؟

تقرير أمريكي: استقرار ليبيا يعتمد على حياد المؤسسات الاقتصادية

الأسود: ربما تتفق روسيا معنا في أن مبادرة خوري غير واضحة الرؤية