كيف تنعكس زيارة السيسي لتركيا على أزمة المصرف المركزي الليبي؟

يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستضافة نظيره المصري عبدالفتاح السيسي بعد 3 أيام من الآن؛ لتعزيز العلاقات بعد سنوات من الخلاف، ومناقشة عدة ملفات ذات صلة بين الطرفين من ضمنها الملف الليبي.

إشارة ودلالة

تزامن مع قرب وصول السيسي لتركيا، مشاركة رئيس الأركان العامة بطرابلس محمد الحداد  إلى جانبه رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية محمود حمزة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حفل تخريج عدد من ضباط الأركان الليبيين داخل حرم الأكاديمية البرية بجامعة الدفاع التركية.

ولفت أردوغان خلال حفل تخريج عدد من منتسبي القوات الجوية بجامعة الدفاع الوطني، إلى أن تركيا منعت تعرض الشعب الليبي لمعاناة أكبر، من خلال الدعم المقدم للحكومة الشرعية عام 2019 (حكومة الوفاق الوطني) ضد مدبري الانقلاب في ليبيا.

هناك دلالة واضحة في ظهور قائد لواء 444 قتال محمود حمزة في الحفل بحضور أردوغان، الذي يعدُّ أحد أبرز الأطراف التي تحافظ وتساعد على استمرار حكومة الوحدة في المنطقة الغربية عامة وخاصة طرابلس.

أزمة خانقة

يأتي ذلك مع تصاعد الأزمة الخانقة التي تشهدها ليبيا، بعد مواجهة المجلس الرئاسي مع محافظ المصرف المركزي، وإصدار قرارات بتنحيته، وتعيين محافظ خلفا له، وتشكيل مجلس إدارة جديد، الأمر الذي رفضته عدة أطراف داخلية أبرزها مجلس النواب، وأيضا استنكرته البعثة الأممية والاتحاد الأوروبي وسفارات بعض الدول.

الكبير وأردوغان

من جهته اعتبر المبعوث الأمريكي السابق إلى ليبيا جوناثان وينر أن الصديق الكبير ما زال يملك بعض الأوراق ليلعب بها، بالإضافة إلى امتلاكه مفاتيح المملكة مادياً والاعتراف بدوره من قِبَل حكومات أخرى (بما في ذلك الولايات المتحدة) وبنوك مركزية أخرى، فإنه يحتفظ بحماية واضحة من قِبَل الحكومة التركية عموماً ومن قِبَل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وجه الخصوص.

واستطرد وينر قائلا: “الإبقاء على الكبير في منصبه كان في مصلحة تركيا الاقتصادية والسياسية”، ونوّه وينر إلى المزاعم غير المؤكدة بأن بنك ليبيا المركزي يحتفظ بمليارات الدولارات من الذهب في البنك المركزي التركي ويودع ودائع كبيرة هناك، مشيرا إلى أنه من الصعب التخيل أن تركيا تتخلى بسهولة عن هذا النوع من العلاقات.

تركيا وليبيا

لا يخف على أحد الدور التركي في ليبيا، فبعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين أثناء هجوم قوات حفتر على طرابلس 2019، أخذت أنقرة موطئ قدم لها في ليبيا، وأصبح لها دور محوري على رقعتها، لا سيما في المنطقة الغربية، واتجهت بعد حين إلى مدن الشرق، حيث تلتقي الموارد الليبية والتركية في المتوسط، بحسب الاتفاقية المشار إليها سابقا، وبدأت تركيا تتقارب مع معسكر الشرق، وانطلقت الشركات التركية في عمليات البناء والإعمار الجارية في بنغازي والمدن التي ضربها إعصار دانيال العام الماضي.

أردوغان في القاهرة

حل أردوغان ضيفا على القاهرة في فبراير الماضي، بعد قطيعة دامت ما يقرب من عشر سنوات، وتبدلت المواقف والسياسات نتاجا للتطورات التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وبالقطع  كان الملف الليبي من ضمن مداولات الرئيسين، ولم ينعكس تقارب البلدين كثيرا في اتجاه حل النزاع وخيارات تسويته بين الأطراف الليبية.

ويبقى السؤال.. هل تنعكس زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لأنقرة ولقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان على أزمة التنازع على شرعية محافظ المركزي والمشهد السياسي، خاصة بعد توتر العلاقات بين القاهرة وحكومة الوحدة الوطنية؟

أخبار ذات صلة

ليبيا ترفض أن تكون ورقة ضغط، وغياب مصر عن المؤتمر يثير التساؤلات

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية

حمزة: الإرهاب يضرب في كل مكان وينتقل من دولة لأخرى وغير معتد بالحدود الرسمية