في أول تصريحات رسمية من نوعها، كشف رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة عن تورط أحد الأطراف الليبية في دعم أحد أطراف الصراع في الحرب الدائرة في السودان، في إشارة ضمنية إلى قائد القيادة العامة خليفة حفتر، على الرغم من نفي القيادة في أكثر من مناسبة التدخل في الحرب السودانية بأي شكل من الأشكال.
ووفقاً لما ذكرته مصادر محلية لمنصة فواصل الأسبوع الماضي، فقد وصل أكثر من 10 جرحى من قوات الدعم السريع بقيادة اللواء محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى إحدى مستشفيات مدينة الكفرة جنوب شرق ليبيا لتلقي العلاج، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وتُعد مدينة الكفرة الليبية الواقعة على بعد 300 كم فقط من الحدود السودانية، نقطة استراتيجية هامة لقوات حفتر، حيث يُعتقد بأن مطارها المدني يُستخدم كمحطة رئيسية لدعم وإمداد قوات حميدتي، التي تتلقى شحنات من الأسلحة والذخائر عبر طائرات شحن عسكرية قادمة من قواعد أخرى تابعة لحفتر في شرق ليبيا، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وتُسيطر على مطار الكفرة وقاعدته العسكرية الكتيبة 128 التابعة لقوات القيادة العامة، حيث تطوق الكتيبة القسم العسكري من المطار بإجراءات مشددة من وقت لآخر بالتزامن مع وصول طائرات شحن من قاعدة الخروبة وقواعد شمالي البلاد.
وتحديداً تصل شحنات الأسلحة إلى مطار الكفرة من قاعدة الخروبة الجوية شرق مدينة بنغازي، حيث تتمركز فيها مجموعة فاغنر العسكرية الروسية المكلفة بحماية المنشآت النفطية في ليبيا. كما توفر قوات فاغنر الحماية لأكثر من 10 قواعد جوية وبرية أخرى تُستخدم في عمليات إمداد ودعم قوات حميدتي في السودان، طبقا لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن مصادر عسكرية ليبية.
ومن بين تلك القواعد التي تدعمها فاغنر، قاعدة الجفرة الجوية وسط ليبيا، وقاعدة تمنهنت العسكرية، وقاعدة براك الشاطئ شمال سبها، بالإضافة إلى قاعدة جمال عبد الناصر في مدينة طبرق.
وعلى الرغم كل هذا، إلا أن العميد أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم قوات القيادة العامة نفى تقديم أي دعم عسكري أو لوجستي لقوات حميدتي في السودان، مشدداً على التزامهم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة.
ومنذ منتصف أبريل، يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، مما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب إحصاءات الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.