ليبيا.. إغواء حرب جديدة

كتب الصحفي بينوا دلماس في رسالته المغاربية ليوم الأحد 11 سبتمبر الجاري لمجلة لوبوان الفرنسية، أنه خلال اجتماع المبعوثين بمقر جامعة الدول العربية يوم 6 سبتمبر الجاري بالقاهرة أعطيت الكلمة لوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ما أثار حفيظة سامح شكري، حيث نهض وزير الخارجية المصري واستدار، ثم غادر الغرفة برفقة وفده.
وبحسب الكاتب، يعكس هذا المشهد مزاج النظام المصري وحليفه الإماراتي ولن يغضب الكرملين، حيث حدث ذلك خلال جلسة تحضيرية لقمة جامعة الدول العربية المقبلة المرتقب عقدها في أوائل نوفمبر القادم بالجزائر العاصمة، وسوف يترجم المتحدث باسم القاهرة هذا الخروج إلى كلمات، موضحا أن هذه البادرة تخضع للممارسات الدبلوماسية التي تتبعها العديد من المنظمات، عندما تريد التعبير عن رفضها.

احتقار
ورغم أنها رسميا تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في ليبيا، فإن القاهرة لا تعترف بالحكومة الليبية في طرابلس، وفي السياق الروسي الأوكراني، المعتمد على موسكو في إنتاج الحبوب، تدعم القوة الإقليمية مرة أخرى المارشال حفتر، رجل موسكو، وفيما احتدمت المعارك بين الميليشيات في اشتباكات بالأسلحة الثقيلة العاصمة وقتلت مدنيين، يقوم المشهد الدبلوماسي على نفس المنطق، ولكن بقواعد مختلفة.
وفي السياق ذاته، أكد الكاتب أنه خلف الكواليس، يوجد إذكاء لنار حرب خفت حدتها منذ 2021، مضيفا أنها أخبار سيئة للغاية، مشيرا إلى أن الدول الأجنبية تريد استئناف الصراع المسلح، كما أرادت السلام خلال العام الماضي، عندما شكل المجتمع الدولي في عام 2017 حكومة وفاق وطني في طرابلس، نتيجة مفاوضات دقيقة ومضنية، تنامى بمقتضاها طموح الوحدة الليبية.
منذ ذلك الحين، يقول الكاتب، انقسمت البلاد إلى قسمين: حكومتين، وبرلمانين، واقتصادين، ولكن بمصدر دخل واحد، هو النفط والغاز، بـ95٪ من إيرادات البلاد.
في هذه الأثناء وبالشرق الليبي، بعث عقيلة صالح رئيس مجلس النواب ببنغازي رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، يطالبه فيها بدعم حكومة فتحي باشاغا، التي لا تستطيع العمل في طرابلس حتى تحرر من الميليشيات والعصابات، وهي كثيرة وقوية جراء جبل التسلح الذي شكله القذافي.
ويضيف الكاتب أنه في أعقاب تدخل حلف “الناتو” في عام 2011، نسي الجميع تدمير مخزون الأسلحة ومصادرة ترساناتها من الميليشيات، مؤكدا أنه منذ ذلك الحين، تتدحرج هذه “الجيوش الصغيرة” في معسكر أو آخر وفقا لمصالحها المباشرة، ووسط هؤلاء المرتزقة، السكان هم الذين يعانون.

نفط
وعلى الرغم من السياق يقول الكاتب، يتدفق النفط الليبي بمعدل: 1.2 مليون برميل يوميا في بداية سبتمبر الجاري، وإذا ما اندفع الأوروبيون إلى الجزائر العاصمة لمعالجة الغاز والنفط الروسي، يمكن أن يحل النفط الليبي العديد من المخاوف التي ولدتها الحرب التي شنتها روسيا في أوكرانيا.
ويمكن أن يصل الإنتاج إلى 2 مليون برميل يوميا. هذا الذهب الأسود ذو تركيبة ممتازة، تصدر ثلاثة أرباعه، فيما تعد الهيدروكربونات الجزائرية شحيحة. الاحتياطيات مثيرة للإعجاب، ولكن هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة لتعزيز إنتاجها.

أخبار ذات صلة

مبادرة ستيفاني.. هل اصطدمت بـ”فيتو” روسي؟

تقرير أمريكي: استقرار ليبيا يعتمد على حياد المؤسسات الاقتصادية

الأسود: ربما تتفق روسيا معنا في أن مبادرة خوري غير واضحة الرؤية