ليبيا من أكثر البلدان اتجارا بالبشر.. فمن يدفع الفاتورة؟

ليبيا من أكثر البلدان اتجارا بالبشر.. فمن يدفع الفاتورة؟

تعد جرائم الاتجار بالبشر من الجرائم التي تتعدى حدود الدولة الواحدة، وقد تتأثر بها العديد من الدول، فهي ذات طبيعة دولية، وتلقي بآثارها على كافة المجتمعات، سواء المتقدمة منها أو المتخلفة والتي تعد المصدر لهذه التجارة، كما تطال العديد من الدول والتي تعرف بدول العبور، هذا إلى جانب دول الاستقبال لهذه التجارة.

العنف والاستغلال

تشير عبارة الاتجار بالبشر تجنيد أو نقل أو إيواء أو استلام الأشخاص عن طريق التهديد أو استخدام القوة أو غيرها من أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو إساءة استخدام السلطة أو القوة أو إعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال .

الأطفال أكثر عرضة

على الصعيد العالمي واحد من كل ثلاث ضحايا الاتجار بالبشر هو طفل وأغلبية هؤلاء الأطفال الذين يتم الاتجار بهم هم من الفتيات، وبحسب التقرير العالمي حول الاتجار بالأشخاص الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة فإن الأطفال أكثر عرضة بمرتين من البالغين لمواجهة العنف أثناء الاتجار.

الخطر الأكبر

يشكل انتشار المنصات الإلكترونية مخاطر إضافية، حيث يتصل الأطفال في كثير من الأحيان بهذه المواقع دون وجود ضمانات كافية، حيث يتعرض الأطفال لأشكال مختلفة من الاتجار بما في ذلك العمل القسري والجريمة والتسول والتبني غير القانوني والاعتداء الجنسي ونشر الصور المسيئة عبر الإنترنت، كما يتم تجنيد بعضهم في الجماعات المسلحة.

الجريمة المنظمة

بحسب مؤشر الجريمة المنظمة العالمي، تُصنف ليبيا واحدةً من أعلى البلدان بالعالم في الاتجار بالبشر، بواقع 8.5 نقطة من 10، وحلت في المرتبة الـ192 من أصل 193 دولة، وهي الأخيرة من بين دول أفريقيا من حيث القدرة على الصمود. وتعتمد تلك النتيجة على غياب الفعالية في محاربة شبكات الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة، وتعكس افتقاد ليبيا للمؤسسات اللازمة لمواجهة جرائم الاتجار بالبشر.

جغرافيا وسياسيا

وتتم الهجرة وعمليات تهريب البشر وفق آليات محددة واستخدام مسارات جغرافية باتت معروفة لعصابات التهريب، فالموقع الجغرافي لليبيا ووجودها على حدود ست دول أكسبها قيمة استراتيجية في منطقة تعيش على تحولات متسارعة سياسيا وأمنيا.

حدود مفتوحة

وفق تحقيق ميداني أجراه في العام 2014 مركز (كارنيغي) للسلام بعنوان طريق التهريب في الصحراء الليبية أشار إلى أن الحدود الليبية مع السودان وتشاد تعتبر محورا رئيسيا من محاور التهريب، حيث يستغل المهربون الامتداد الجغرافي لتنفيذ عملياتهم لأنه يصعّب إمكانيات المراقبة التي تقع على الحدود سواء من جانب السودان أو تشاد مع الجانب الليبي، باعتبار البلاد بقيت لسنوات عاجزة عن إيجاد قوة قادرة على ضبط الحدود.

استمرار الأزمة

اعتبر التقرير الذي نشره معهد أبحاث السياسة الخارجية الأميركي أنه من المستحيل تقريبا القضاء على أنشطة الاتجار بالبشر في ليبيا مع استمرار الأزمة السياسية في البلاد مما يسهم في إطالة أمد الأزمة.

150 مليار دولار

لفت التقرير إلى أن أنشطة الاتجار بالبشر تدرّ أرباحا سنوية في الاقتصاد الخاص تزيد قيمتها على 150 مليار دولار، لذلك تعد من أسرع الأنشطة الإجرامية نموا، وواحدة من أكبر الصناعات غير النظامية في العالم.

وحذر من أن مثل تلك الأنشطة غير النظامية تمنع الأسواق المفتوحة من الازدهار، وتنطوي على عمليات لتحويل الأموال إلى المنظمات الإجرامية والإرهابية، مما يعزز الفساد، ويعرض النظام السياسي الليبي للخطر.

موقف إيطاليا

جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية في خطابها أمام منتدى الهجرة عبر المتوسط الذي عقد بطرابلس في يوليو الحالي قالت: دعونا نحارب الاتجار بالبشر معا، متحدثة عن الحاجة إلى تعاون جديد بالأخص بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا ومكافحة ظاهرة الهجرة من بلدان المنشأ، مع احترام الحق في عدم الهجرة.

انتهاكات

وفي يوليو الحالي ندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بـالانتهاكات واسعة النطاق ضد المهاجرين واللاجئين في ليبيا والتي تمتد على طريق عبور خطير يمر عبر الصحراء الكبرى وعبر جنوب البحر المتوسط.

وأشار إلى أن الانتهاكات ضد المهاجرين ترتكب على نطاق واسع مع حصانة من العقاب من جهات فاعلة حكومية وغير حكومية ، لافتا إلى أن الجرائم تشمل الاتجار بالبشر والتعذيب والعمل القسري والابتزاز والمجاعة والاحتجاز والطرد الجماعي.

أخبار ذات صلة

ليبيا ترفض أن تكون ورقة ضغط، وغياب مصر عن المؤتمر يثير التساؤلات

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية

حمزة: الإرهاب يضرب في كل مكان وينتقل من دولة لأخرى وغير معتد بالحدود الرسمية