انتهت جلسة مجلس الأمن بعد توافق دولي على توصيف مشهد العنف في ليبيا وعلى ضرورة انتهائه، والمطالبة بإيجاد حلول سياسية للانسداد الحاصل في المشهد الليبي، في حين انفرد مندوب الولايات المتحدة بالتحذير من تداعيات تراجع جهود توحيد المصرف المركزي.
توافق دولي
توافقت الآراء الدولية في الجلسة بشأن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس ومصراتة، فممثلة المملكة المتحدة في مجلس الأمن باربارا وودوورد أعربت عن انشغال بلادها بشأن أحداث العنف في طرابلس ومصراتة، مشيرة إلى أن هذه الأحداث والمظاهرات التي سبقتها تبيّن الحاجة العاجلة إلى عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة ليبية.
ويرى المندوب الأمريكي أن الآلية الأنجع للحد من العنف هي تسريح المليشيات، وإخراج المرتزقة، مخصصًا مجموعة فاغنر الروسية بالذكر، واصفا إياها بأنها اتخذت من ليبيا قاعدة لها.
في حين، حذر مندوب فرنسا في مجلس الأمن من أن الوضع الراهن في ليبيا ينطوي على مخاطر كثيرة، في ظل التوترات بين المليشيات التي تدل على ذلك.
كما شدد مندوب روسيا على ضرورة عدم التحريض على العنف واستخدام الاحتجاجات لأغراض سياسية، وتسوية الخلافات بين القوي السياسية.
مؤسسة النفط والعائدات
لم يغِبْ ملف النفط في كلمات المندوبين الدوليين، فقد ناشدت ممثلة المملكة المتحدة السلطات الليبية بالامتناع عن تسييس مؤسسات الدولة، ومنها مؤسسة النفط، مشيرة إلى امتعاض بلادها من تغيير محلس إدارة المؤسسة، بالقول، إن حاجة الشعب إلى استئناف إنتاج النفط لا يجب أن تأتي على حساب سلامة وسيادة المؤسسة.
واعتبر مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن، استخدام عوائد النفط لدعم المرتزقة وزيادة الوجود العسكري في المدن، أمرا مُزعزعًا للاستقرار.
وعدّت روسيا على لسان مندوبها، مطالبةَ الدول الغربية، وأمريكا تحديدا، باستئناف إنتاج أكبر حقول النفط في ليبيا في أقرب الآجال دليلا على أنهم يجعلون التسوية الليبية السياسية في المرتبة الثانية ويقدّمون عليها مصالحهم التجارية.
الانسداد السياسي
كما طُرح في الجلسة ملف الانتخابات والتوافق على قاعدة تجرى على أساسها والحكومة التي تشرف عليها، فمندوب الولايات المتحدة عبّر عن أسفه لعدم اتفاق رئيسي المجلسين على شروط الترشح للرئاسة، مطالبا كل الأطراف بتنحية مصالحها الشخصية جانبًا وتنفيذ خطة لإجراء الانتخابات اتّساقًا مع خارطة طريق جنيف.
وشدد المندوب الفرنسي على ضرورة التوصل إلى حكومة موحدة لإجراء الانتخابات في أنحاء ليبيا، داعيًا كل الأطراف إلى الانتهاء من الاتفاق على شروط الترشح للرئاسة للمضي نحو الانتخابات.
ووصف مندوب روسيا عدم وصول مجلسي النواب والدولة إلى اتفاق نهائي على المسار الدستوري، بأنه أمر مؤسف.
تراجع في توحيد المركزي
لم يُبرز ملف المصرف المركزي من بين الدول السابقة، غير مندوب الولايات المتحدة، الذي أعرب عن قلع بلاده لتراجع جهود توحيد المصرف المركزي، مؤكدا ضرورة زيادة الثقة فيه وتعزيز الشفافية بنشر تقاريره الشهرية، معبّرا عن قلقه من محاولات الفرع الشرقي للمصرف المركزي طبع عملة جديدة.