في خطوة قد تعكس تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والأمني الليبي، وجه رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة تحذيراً واضحاً خلال اجتماع موسع بخصوص ملف الهجرة.
قبل أيام من ذلك وصف الدبيبة أن البلاد تمر بـ “مرحلة مفصلية”، جاءت تصريحاته في سياق إشارات متزايدة إلى احتمالية اندلاع مواجهات عسكرية مع قوى شرقية وجنوبية، وعلى رأسها القوات التابعة لقائد “القيادة العامة”، خليفة حفتر.
أعتاب حرب؟
وصف الدبيبة هو تعبير قد يحمل دلالات متعددة، فهل يعني ذلك أن البلاد تقف على أعتاب حرب شاملة بين الفرقاء الليبيين؟ أم أنه مجرد تحذير موجه لإظهار قوة موقفه أمام خصومه السياسيين والعسكريين؟
في حين قد تكون تصريحات الدبيبة جزءاً من استراتيجية ضغط تهدف إلى دفع خصومه نحو التفاوض، فمن جهة، يحاول الدبيبة تقوية موقفه داخلياً من خلال إظهاره كقائد قادر على اتخاذ القرارات الصعبة، ومن جهة أخرى، يستخدم الملفات الحساسة مثل الهجرة كوسيلة لتعزيز شرعيته أمام المجتمع الدولي.
استعداد للتحرك
وخلال الاجتماع الموسع الذي جمع مسؤولين عسكريين وأمنيين، بخصوص ملف الهجرة وجّه الدبيبة مدير إدارة الاستخبارات العسكرية، اللواء محمود حمزة، بالاستعداد للتحرك نحو المنطقة الجنوبية، وفي حين لم يذكر الدبيبة اسم “القيادة العامة” أو خليفة حفتر بشكل مباشر، فإن الإشارة كانت واضحة إلى القوات التي تسيطر على تلك المناطق.
تصاعد التوترات
التوجيهات العسكرية جاءت في ظل تصاعد التوترات بشأن ملف التوطين والهجرة غير الشرعية، حيث تتهم حكومة الدبيبة قوات حفتر بتسهيل عمليات التهريب عبر الحدود الجنوبية، كما أن هناك اتهامات متبادلة بين الطرفين بشأن التعامل مع المهاجرين الأفارقة الذين يستخدمون ليبيا كمعبر إلى أوروبا.
مسار جديد
ومع تصاعد الضغوطات الداخلية والإقليمية، يبدو أن الدبيبة يضع ليبيا على مسار جديد قد يؤدي إلى تغيير جوهري في موازين القوى داخل البلاد، فهل يسعى الدبيبة فعلاً إلى الحرب، أم أن تحركاته تأتي ضمن استراتيجية تفاوضية لتحقيق مكاسب سياسية؟ أم أن الأطراف ستلجأ إلى الحوار؟