مناورات بالذخيرة الحية توجه البوصلة الدولية والإقليمية نحو معسكر الرجمة

شهد الشهر الأخير نشاطا دوليا وإقليميا، وزيارات لمسؤولين وممثلين من دول ومنظمات إلى معسكر الرجمة، وآخرها وفد مصري برئاسة رئيس المخابرات العامة عباس كامل، القادم من العاصمة القطرية الدوحة، الذي ظهر مع الوفد المصري، في مأدبة إفطار أقامها قائد القيادة العامة” خليفة حفتر، له في بنغازي، وأُعلِن أن اللقاء ناقش سبل الدفع بالعملية السياسية، تأتي هذه التحركات الدولية والإقليمية عقب إجراء حفتر مناورات عسكرية بالذخيرة الحية جنوب مدينة سرت منتصف الشهر الحالي.

سبق المناورات العسكرية التي أجريت في المنطقة الوسطى، اجتماع قائد القيادة العامة خليفة حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، نهاية يناير الماضي، ولم يُعلن عما دار فيه ولا الملفات التي ناقشها، وأعقبه اجتماع حفتر أواخر فبراير المنصرم، مع القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة جرمي برنت، والملحق العسكري فيها، وأعلن إعلام القيادة العامة بعده أن الاجتماع تطرّق إلى التعاون العسكري في مكافحة الإرهاب والهجرة.

وشاركت في المناورات الدبابات والمروحيات والطيران الحربي والمشاة، في عملية سميت “درع الكرامة”، ولوّح فيها حفتر بقوله: إن كان العالم حريصا على السلام فلا بد أن ينفذ مطالبنا بانسحاب القوات الأجنبية لأن الصبر على حافة النفاد، كاشفا إعطاء الفرص للسياسيين أكثر مما ينبغي دون ظهور ملامح توافقية تؤدي إلى تسوية عادلة، مؤكدا الجاهزية لإصدار الأوامر الجريئة للتصدي لمن يعرض البلاد للخطر، وفق تعبيره.

وفي أواسط مارس الحالي حطت طائرة وفد دبلوماسي إيطالي في بنغازي، وعلى متنها وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي، ونائب وزير الخارجية أدموندو تشيريللي ورئيس المخابرات جياني كارفيللي، وناقش اللقاء التعاون المشترك بين “القيادة العامة” وإيطاليا، وثمن الوفد دور القيادة في محاربة الإرهاب ومكافحة الهجرة، بحسب إعلام القيادة العامة.

وبعد 3 أيام من إجراء المناورات طار السفير الإنجليزي مارتن لونغدن رفقة وفد دبلوماسي، إلى بنغازي واجتمع مع قائد القيادة العامة خليفة حفتر، وناقشا التطورات على الساحة الليبية، مثمنا دور حفتر في استتباب أمن واستقرار ليبيا، داعيا أن يكون له مكانة في العملية السياسية في البلاد.

ولم يمر أسبوع على إجراء قوات القيادة العامة مناوراتها بالذخيرة الحية في سرت، حتى حطت طائرة الأمم المتحدة في مدينة بنغازي على متنها المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، ليؤكد لحفتر “الدور الرئيسي” للقيادة العامة في حفظ الاستقرار والأمن في ليبيا، والمكانة المحورية” في العملية السياسية، فيما بدا محاولة لتهدئة الوضع وإطالة صبر حفتر الذي بلغ عنده الحافة.

نشاط دولي وتحرك بين أطراف الأزمة الليبية، في محاولة لخفض التوترات والحد من خروج الموقف عن السيطرة، عقب الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الغربية في معبر راس اجدير بين قوات للداخلية ومجموعة مسلحة، وبعد تلويح حفتر أثناء المناورات بقرب نفاد الصبر عن السياسيين في الوصول إلى تسوية، وتهديده بإصدار الأوامر الجرئية واتخاذ القرارات الصعبة، وبعثرة الرسائل للداخل والخارج عن بدائل الحل السياسي المتعثر في ليبيا.

فهل تتوصل الأطراف السياسية برعاية البعثة الأممية وبدعم دولي وإقليمي إلى تسوية سياسية تجنّب البلاد مغامرة جديدة، وتبعد عنها الخيارات “الجريئة والصعبة”؟

أخبار ذات صلة

مبادرة ستيفاني.. هل اصطدمت بـ”فيتو” روسي؟

تقرير أمريكي: استقرار ليبيا يعتمد على حياد المؤسسات الاقتصادية

الأسود: ربما تتفق روسيا معنا في أن مبادرة خوري غير واضحة الرؤية