لازال النفط يُستخدم ورقةً من أجل تحقيق المطالب السياسية أو الضغط للقبول بالشروط وتنفيذ المطالب في ليبيا، ولكن هذه المرة تطور الموقف وأصبح أداة للضغط خارجيا.
بداية القصة
قبل يومين تعرض قائد القوات البرية بـ”القيادة العامة” صدام حفتر للتوقيف لساعات في إيطاليا خلال زيارة قام بها للبلاد، تنفيذاً لطلب من السلطات الإسبانية وفق مصادر من الخارجية الإيطالية لفواصل.
مذكرة التوقيف الصادرة بحق صدام تستند إلى اتهامات بالضلوع في عملية تهريب أسلحة تم إحباطها من قبل الشرطة الإسبانية في وقت سابق من هذا العام. وفق ما كشفته المصادر الخاصة لفواصل.
إغلاق حقل الشرارة
تلقى مشغلو حقل الشرارة ليلة البارحة أوامر من صدام نجل خليفة حفتر بإغلاق جزئي للإنتاج، في الحقل الذي تشغله شركة ريبسول الإسبانية، وذلك عقب إبلاغه بوجود مذكرة قبض صادرة من السلطات الإسبانية بحقه أثناء عودته إلى ليبيا من العاصمة الإيطالية روما.
مساع دولية
في الأثناء تقوم أطراف غربية ومحلية بمساع حثيثة للضغط على إسبانيا من أجل إلغاء مذكرة التوقيف، من بينها مسؤولون مقربون من الرئاسة الفرنسية. بحسب مصدر خاص لفواصل.
ويُعزى هذا التحرك إلى الرغبة في استئناف العمليات في حقل الشرارة النفطي الليبي، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من 350 ألف برميل يومياً.
وفي يناير الماضي نشرت صحيفة كرونيكا الإسبانية تقريراً استقصائياً حول اعتراض الشرطة الإسبانية لشحنة أسلحة موجهة إلى صدام حفتر، كانت في طريقها من الإمارات العربية المتحدة ومن ثم إلى بنغازي.
حملات فساد واسعة
وفي السياق ذاته كشف تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة الذي غطى الفترة من أبريل 2022 وحتى يوليو 2023 كشف أن الجماعات المسلحة في ليبيا تستخدم مناصبها للسيطرة على جوانب الحياة الاقتصادية في البلاد.
وأضاف التقرير أن صعود صدام حفتر كواحد من أصحاب المصلحة في الشرق يوضح كيف عززت عائلة حفتر سلطتها وسيطرتها على العديد من الجوانب ما أدى إلى توسيع نفوذها على الصعيدين المحلي والدولي.
وخلال الفترة المشمولة بالتقرير حدد فريق الخبراء 24 ناقلة نفط تقوم بتحميل المنتجات النفطية المكررة في بنغازي، بطرق غير قانونية، كما رصد الفريق محاولات عدة لتصدير 400 ألف برميل بصورة غير مشروعة عبر إحدى الناقلات التي لم تظهر على إشارات النظام الآلي لتحديد هوية السفن لعدة أشهر.
صفقة النفط
وتناولت فواصل خلال تقرير لها ما كشفه تقرير موقع أفريكان إنيرجي البريطاني قبل قرابة 21 يوما بتهريب حمولة تقدر بمليون برميل من النفط الليبي الخام عبر ميناء طبرق في 11 يوليو الجاري إلى الصين مقابل تزويد قائد القيادة العامة خليفة حفتر بطائرات حربية.
وبحسب التقرير فإن الشرطة الإيطالية صادرت قبل أيام شحنة من الطائرات الحربية المسيرة التي أشتراها حفتر من الصين بتمويل من مؤسسة النفط كانت متجهة إلى ميناء بنغازي وتم اعتراضها في ميناء جويا تاورو في كلابريا الإيطالية.
ليس الأولى
ويُعد إغلاق حقل الشرارة ليست المرة الأولى، حيث أغلقت مجموعة من المحتجين حقل الشرارة مطلع العام الجاري، مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية، وبناء مصفاة في الجنوب، وصيانة الطرق المتهالكة، ووضع حد لنقص الوقود في جنوب ليبيا، وذلك قبل استئناف الإنتاج مجدداً، عقب أسبوعين من إغلاقه وتحديداً في 21 يناير الماضي.
خسائر متوقعة
وجراء إغلاق حقل الشرارة النفطي، من المتوقع أن تخسر ليبيا يوميا حوالي ثلث إنتاجها من النفط، كما سيتكبد الاقتصاد الليبي خسائر مالية يومية، إذ ينتج هذا الحقل 315 ألف برميل يوميا.
معاناة متجددة
قبل أسبوعين أعلن اللواء 444 قتال توفر الوقود بجميع محطات الجنوب المخصصة، وتأكيده إغلاق جميع خطوط التهريب بالكامل بعد انتشاره على مئات الكيلو مترات وسط الصحراء الجنوبية، وتزويد الوقود للعديد من المحطات التابعة لشركة البريقة لتسويق النفط.
ورغم هذا الإعلان مازالت مدن الجنوب الغنية بالموارد النفطية، تعاني من نقص في التزود بالمحروقات، حيث شوهدت طوابير من السيارات وهي تقف عند محطات توزيع الوقود للتزود بالبنزين.