نقص الأمصال بالجنوب.. أزمة متواصلة وإهمال متعمد يودي بأرواح بريئة

تعيش مناطق الجنوب الليبي على وقع العديد من الأزمات المعيشية والخدمية والصحية والفوضى الأمنية، بسبب إهمال وتقصير السلطات والحكومات المتعاقبة في البلاد، الذي زاد من تفاقم الأزمات في معظم مدن المنطقة وعلى جميع الأصعدة وخاصة في القطاع الصحي.

أزمة نقص الأمصال
ففي ظل تفشي وباء كورونا وتردي المرافق الصحية، تعاني مدن الجنوب من تقص وربما انعدام كامل من المواد والمعدات الطبية والأدوية أبرزها الأمصال المضادة للدغات العقارب التي تنتشر في مناطق الجنوب وتزداد بكثرة في فصل الصيف.

ويعد الأطفال أكثر عرضة للدغات العقارب، إذ يستقبل مركز سبها الطبي يوميا بين طفل واحد و 5 أطفال مصابين بسمّ العقارب إضافة إلى المصابين الكبار، حيث يفتقر المركز للأمصال المضادة لسم العقارب كليا، بحسب ما أفادت الناطقة باسم المركز حليمة الماهري لفواصل.

قصة الطفل مرعي
ففي حادثة محزنة ومتكررة شهدتها منطقة قيرة الشاطئ شرق سبها اليوم الأحد، توفي الطفل مرعي محمد الذي لم يتجاوز 5 سنوات بعد تعرضه للدغة عقرب فارق على إثرها الحياة بسبب عدم توفر المصل المضاد لسمّ العقارب في المستشفيات القريبة من المنطقة.

الطفل تعرض للدغة عقرب ليلة السبت عند الساعة الـ10، وجرى إسعافه إلى مستشفى براك الشاطئ الذي يبعد عن منطقته حوالي 7 كيلومترات، ولم يكن العلاج متوفرا فيه، ليُنقل مباشرة إلى مستشفى سبها الذي يبعد 70 كيلومترا عن براك، ولكن المصل لم يكن متوفرا أيضا في مستشفى سبها الذي يستقبل يوميا عددا من الإصابات أغلبها لأطفال بسبب لدغات العقارب، بحسب ما يروي أهالي المنطقة.

وبعد معاناة للحصول على المصل المضاد لسمّ العقارب، تحصل أهل الطفل على العلاج من أحد الخيرين بإحدى الصيدليات الخاصة بالمدينة، ولكن الوقت كان متأخرا لإنقاذ حياة الطفل بعد أن تمكن السم من جسده وتوغل في أحشائه ليدخل على إثرها العناية المركزة ويقضي أجله صباح اليوم الأحد.

معاناة مركز سبها الطبي
الناطقة باسم مركز سبها الطبي حليمة الماهري قالت لفواصل، إنهم لا يملكون الإمكانيات اللازمة لتقديم المساعدة للمصابين جراء لدغات العقارب، وبعض المصابين يوفرون المصل بشكل خاص من الصيدليات التجارية وأحيانا بجهود من خارج المركز الذي يفتقر للأمصال المضادة لسم العقارب.

وأشارت الماهري إلى أن المصل غير متوفر حتى في الصيدليات الخاصة داخل البلدية، وقد يتوفر أحيانا في الصيدليات التي خارج المدينة وبأسعار متفاوتة حسب الجودة، وأوضحت أن الطفل المصاب الواحد يحتاج إلى 5 أمصال بعد تعرضه للدغ العقرب.

وكشفت الماهري أن لديهم معلومات عن وصول كميات كبيرة من الأمصال إلى جهاز الإمداد الطبي، وقد خصص لمركز سبها من بين هذه الكميات الكبيرة كمية قليلة لا تكفي 10 أطفال، مؤكدة أنهم ناشدوا جهاز الإمداد الطبي ووزارة الصحة في السابق بتوفير الأمصال لكن دون جدوى.

عقب كل هذه المعاناة، يبقى السؤال الموجه إلى الحكومة والسلطات المختصة، إلى متى ستستمر مشقة وعناء أهالي الجنوب وأطفالهم بسبب إهمال وتقصير الدولة، وما خلّفته الانقسامات السياسية من نتائج انعكست سلبا على حياة المواطنين في المنطقة التي تعيش على وقع الكثير من الأزمات والفوضى؟

أخبار ذات صلة

حي في الجنوب الغربي يعاني أزمة في انقطاع الكهرباء لأكثر من 20 يوما

مردة: من المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية بداية الأسبوع المقبل

درنة تستقبل نجوم الدراما والمسرح من عدة دول عربية