أثار صعود 3 من أصل 6 من أبناء حفتر، في شرق وجنوب ليبيا، جملة تساؤلات حول ما إذا كان حفتر يجهز أبناءه للحكم، إذ يرى مراقبون أن توسع رقعة نفوذهم يعكس “تطلع الأب لأن تحكم أسرته ليبيا” المنقسمة سياسياً واقتصادياً وأمنياً. بحسب اندبندنت عربية.
السلم العسكري
وتفاعل نشطاء بانتقاد إعطاء حفتر أبناءه رتباً عسكرية تتطلب تدرجاً في السلم العسكري، حيث عين ابنه الأصغر صدام رئيساً لقواته البرية المسيطرة على الشرق والجنوب، بينما منح نجله خالد، منصب رئاسة الوحدات الأمنية بصلاحيات واسعة داخل الجيش الليبي، فيما يترأس ابنه الآخر، بلقاسم حفتر، صندوق إعادة إعمار ليبيا، مشيرة إلى أن “حفتر وزع النفوذ على أبنائه خوفاً من حدوث صراع بينهم بعد وفاته”. وفق اندبندنت عربية.
تخوّف أممي
وارتفع منسوب المخاوف من تنامي سيطرة عسكرية بالشرق الليبي، خاصة بعدما وجهت القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري في أول إحاطة لها أمام مجلس الأمن الدولي، رسالة إلى سلطات شرق البلاد، داعية فيها إلى السماح بفتح المراكز الانتخابية لإجراء الانتخابات البلدية حيث تم منع 10 من أصل 12 مركزاً للانتخابات البلدية، مطالبةً إياها بالتعاون مع مفوضية الانتخابات.
وقالت خوري إن غالبية الليبيين أعربوا عن الحاجة للتوصل إلى اتفاق سياسي كي يتسنى إجراء انتخابات وطنية ذات مصداقية تفضي إلى إعادة الشرعية لجميع المؤسسات.
صناديق الاقتراع
وفي هذا الصدد أشارت الصحيفة إلى أن سبب إغلاق مكاتب الاقتراع بالشرق راجع إلى خوف حفتر من ذهاب ليبيا إلى الانتخابات لأنه يعرف جيداً أن صناديق الاقتراع هي من ستنهي حقبته، لافتة إلى أن قواته تتكون من 22 ألف مقاتل، خسر منهم 7 آلاف في حرب طرابلس عام 2019، بينما تُقدر مساحة ليبيا بـ 1.8 مليون كيلومتر مربع، وهو عدد غير كافٍ للسيطرة على كامل التراب الليبي. وفق الصحيفة.
دماء جديدة
وتنقل الصحيفة عن باحث بالشؤون الاستراتيجية والأمنية قوله: إن ترقية صدام لرئاسة الأركان البرية لا تصب نهائياً في خانة مغادرة حفتر للحياة العسكرية لأنه يمارس مهامه بصفة طبيعية، وأن دماء الجيش الليبي لم تتجدد خلال 50 سنة الماضية، حيث بات يُعد جيشاً هرماً، لذلك اختار حفتر ضخ دماء جديدة فيه بعد عملية الكرامة.
وأضاف أن حفتر ذهب فقط إلى تمكين قيادات شابة داخل المؤسسة العسكرية حتى تكون جاهزة لتولي زمام الأمور الأمنية بعد خروج كبار القادة العسكريين إلى التقاعد وليس خوفاً من الانقلابات. وفق الإندبندنت.
العسكر يعمر
الوضع السياسي والأمني الصعب الذي تمر به ليبيا هو ما دفع بهذه الكتلة العسكرية للتدخل في المجال الزراعي والخدماتي وغيره من المجالات، للحفاظ على الأمن القومي الليبي وحماية الحدود البرية، وأبناء حفتر وجدوا أنفسهم مجبرين على القيام بعملية الإعمار والبناء في مختلف مناطق الشرق والجنوب الليبي في ظل الفراغ الحكومي الذي تعاني منه البلاد منذ سنوات. بحسب ما صرح به ناشط سياسي لصحيفة الإندبندنت.
وأضاف أن ليبيا ستصبح قادرة على تحقيق اكتفائها الذاتي بفضل إحياء صدام حفتر المشاريع الزراعية المتوقفة منذ سنوات بالكفرة إضافة إلى توجه المؤسسة العسكرية لزراعة واحدة من أكبر مزارع النخيل في تازربو ومزرعة زيتون في سبها وغيرها من المشاريع.