كشف موقع أفريكا إنتيليجنس الاستخباري الفرنسي، عن وساطة قادها وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، خلال زيارته إلى ليبيا في 7 فبراير الحالي للتقريب بين رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة ومحافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، وتهدئة التوتر بين مسؤول السياسة النقدية، ومسؤول السلطة التنفيذية الذي تدعمه أنقرة.
هاكان وسيط
ويقول الموقع الاستخباري إن وزير الخارجية التركية هاكان فيدان خلال زيارته إلى العاصمة طرابلس التقى سرا محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، بتنسيق وتسهيل من سفير تركيا لدى ليبيا كنعان يلمز، ولم تكن الزيارة الأولى له في طرابلس بل وصل إليها مطلع عام 2023 بصفته مديرا لجهاز المخابرات التركي.
ويضيف أفريكا انتيلجينس أنه بتكتم تام وبعيدا عن الإعلام والصحافة، تبادل الكبير مع هاكان وجهات النظر داخل السفارة التركية على شاطئ البحر بطرابلس، وكان فيدان قد اجتمع مع رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة قبل لقائه الكبير، مضيفا أن أنقرة تواصل دعم حكومة الدبيبة، في حين تمارس دول منها فرنسا ومصر الضغط لتشكيل حكومة جديدة لإجراء الانتخابات العامة.
التمويل والعزلة
وتزداد الضغوط على رئيس حكومة الوحدة وتجعله في عزلة متزايدة في ليبيا، عقب الخلاف الذي نشب بينه وبين محافظ المركزي لعدة أشهر، حين شرع الكبير بعرقلة تمويل حكومة الدبيبة، وتعطيل العقود التي يشارك فيها قريب الدبيبة ومستشاره، إبراهيم الدبيبة.
ويردف الموقع أن تأخير صرف مرتبات موظفي القطاع العام منذ ما يربو من 3 أشهر، يزيد من إضعاف موقف رئيس حكومة الوحدة “بشكل كبير”. وخلال لقائه مع فيدان، برر محافظ المركزي قراراته بحماية احتياطيات ليبيا من النقد الأجنبي. ومع أن المركزي هو المسؤول على معظم الإيرادات، إلا أن مؤسسة النفط بقيادة فرحات بن قدارة أنشأت آلية لتحصيل الإيرادات عبر نظام المقايضة، لمبادلة الوقود المكرر في الخارج بالنفط. وقد حاول فيدان “إقناع الكبير، الذي يحاول الدخول في السياسة، بدفن الأحقاد”.
وكان رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة في ليلة إحياء الذكرى 13 لثورة 17 فبراير حمل مسؤولية تأخر الميزانية والمرتبات إلى اللجنة النيابية بمجلس النواب، متوعدا بتغيير مجلس النواب وكل المؤسسات التي تجاوزت مدتها 12 سنة في ليبيا، مطالبا من لديه أي اتهام للدبيبة بالتوجه إلى النيابة العامة، وإلى ديوان المحاسبة، الأيام المقبلة كفيلة بإظهار نتائج وساطة رئيس الدبلوماسية التركية بين الكبير والدبيبة.