ذَكّر مجلس الأمن الدولي في قراره 2629 بشأن ليبيا الصادر الجمعة الماضية، بالجدول الزمني لخارطة طريق ملتقى الحوار، ودور جميع المؤسسات في عقد الانتخابات وتهيئة الظروف لإجرائها على أساس دستوري وقانوني، وتمديد ولاية البعثة الأممية إلى نهاية يوليو المقبل، وهو ما يُنبئ بتحريك حالة الجمود السياسي الفترة القريبة القادمة بقيادة أممية تفضي إلى تغيرات جديدة في المشهد السياسي.
تسوية وليامز
مصادر إعلامية غربية أكدت لوكالة نوفا الإيطالية، أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المقبل سيكون إفريقيًّا، ومرحَّبا به من موسكو، وإذا لم يتحقق تعيينه في غضون 3 أشهر فسيؤول الأمر إلى تأجيل جديد قصير الأمد أو حلّ البعثة.
وهذا ما يجعل عامل الوقت يسير عكس ما تشتهي سفينة وليامز لإيجاد تسوية سياسية بين الأطراف الليبية تحظى بتوافق جميع المنخرطين في الشأن الليبي سواء محليا أو إقليميا ودوليا، وهو ليس بالأمر السهل حتى على مدى أطول من الوقت المحدد.
وفي غضون ذلك، تستمر حكومة الوحدة الوطنية في رفض التسليم للحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، والإصرار على أن جلسة تكليفها كانت مزوّرة، إضافة إلى انقسام مجلس الدولة بين مؤيد لخطوة مجلس النواب ومعارض لها.
اجتماع القاهرة
وعلى الرغم من إشراف وليامز على لقاءات أعضاء لجنتي النواب والدولة في القاهرة برعاية مصرية للتوافق على قاعدة دستورية، والتي أعلن استئنافها بعد عيد الفطر، إلا أن ما رشح عن هذه الاجتماعات لا يعطي مؤشرا على أي توافق بين أعضاء اللجنتين إلا على لائحة تنظيمية للعمل على المسار الدستوري بمعالجة النقاط الخلافية في مشروع الدستور.
وقد لاقت اجتماعات للقاهرة رفضا من الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، التي طالبت بالاستفتاء عليه دون تعديل.
ويجعل الخلاف بين السلطات التشريعية ووجود سلطتين تنفيذيتين، من دور المستشارة الأممية وبعثة الأمم المتحدة، أكثر تعقيدا في ليبيا.
مبادرة نورلاند
ويجدر الإشارة إلى أهمية دور الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مبعوثها الخاص وسفيرها في ليبيا رتشارد نورلاند الذي أكد خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بعد إعلان المجلس حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا “أن قضية الولايات المتحدة الأكثر أهمية في هذا الوقت هي الحاجة إلى إجماع سياسي كافٍ وقبول ومصداقية لدى كتلة حرجة من الشعب الليبي في جميع أنحاء البلاد لقيادة البلاد إلى الانتخابات، وأنه مع اقتراب نهاية المرحلة التمهيدية لملتقى الحوار السياسي الليبي في يونيو، بات من المهم تنظيم انتخابات يمكن أن تنقل ليبيا إلى ما بعد حلقة الحكومات الانتقالية”
فما الدور الذي ستلعبه وليامز في تقريب وجهات نظر الأطراف السياسية، خاصة بعد عدة لقاءات أجرتها مع عدد من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية مؤخرا؟