وصل أكثر من عشرة جرحى من قوات الدعم السريع السودانية التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى إحدى مستشفيات مدينة الكفرة جنوب شرق ليبيا لتلقي العلاج، في أعقاب تصاعد وتيرة الاشتباكات العنيفة بين قوات حميدتي والجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، حسبما أفادت مصادر خاصة لمنصة فواصل.
وتعد مدينة الكفرة، التي تبعد عن الحدود السودانية 300 كم فقط، نقطة استراتيجية كونها أكبر مدينة في المناطق الصحراوية الشاسعة الممتدة بين جنوب شرقي ليبيا وشمالي السودان، حيث تحوي قاعدة عسكرية ومطارا مدنيا، يعتقد بأنه يُستخدم من قبل قوات القيادة العامة كمحطة دعم رئيسية لقوات حميدتي في السودان.
وتسيطر على مطار الكفرة وقاعدته العسكرية الكتيبة 128 التابعة لقوات القيادة العامة، حيث تطوق الكتيبة القسم العسكري من المطار بإجراءات مشددة من وقت لآخر بالتزامن مع وصول طائرات شحن من قاعدة الخروبة وقواعد شمالي البلاد.
وكشفت وسائل إعلام غربية وعربية النقاب عن إقلاع طائرات منذ أبريل الماضي، محملة بعتاد عسكري من قاعدة الخروبة شرقي ليبيا، والتي تتمركز بها قوات فاغنر الروسية، إلى قاعدة مدينة الكفرة قرب الحدود مع السودان، حيث تتخذ الطائرات العسكرية القادمة للكفرة مسارا معينا كل مرة يبدأ من قاعدة الخروبة، ثم إلى قاعدة الجفرة أكبر وأهم القواعد وسط جنوب ليبيا، قبل أن تتوجه إلى مطار الكفرة.
وكان خبراء أمميون قد أكدوا عام 2019 وجود ارتباطات وثيقة بين آمر كتيبة 128 العقيد حسن الزادمة بالجنجويد وقادتها، وضلوعه في جلب مرتزقة للقتال في صفوف قوات القيادة العامة خلال حرب طرابلس والعمليات العسكرية بالجنوب.
من جهة أخرى، نقل تقرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن مصادر عسكرية ليبية، قولها إن قوات القوات القيادة العامة تستخدم ما لا يقل عن 10 قواعد جوية وبرية في شرق ليبيا لدعم قوات حميدتي، تتولى حمايتها قوات فاغنر الروسية.
ومن بين تلك القواعد الجوية قاعدة الجفرة، وقاعدة تمنهنت، وقاعدة براك الشاطئ شمال سبها، وقاعدة الخروبة جنوب المرج، وقاعدة جمال عبد الناصر أو العدم في طبرق، وقاعدة الأبرق الجوية شرق مدينة شحات، حيث تصب الإمدادات من كل هذه القواعد في قاعدة الكفرة الجوية.
كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن مصادر مطلعة قولها إن قوات القيادة العامة أرسلت طائرات الإمدادات العسكرية لقوات الدعم السريع في السودان ضمن المواجهات مع الجيش السوداني، حيث أوردت الصحيفة أن القيادة العامة أرسلت شحنات الذخيرة منذ أبريل الماضي من ليبيا إلى السودان لتجديد الإمدادات لقوات الدعم السريع.
وعلى الرغم من هذه الاتهامات، نفى اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بقوات القيادة العامة، أن تكون قواته تساند قوات الدعم السريع في السودان، مضيفا أن الجيش بمختلف فئاته ينأى بنفسه عن الصراعات الخارجية، وأن هدفه هو حماية وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية.
ومنذ منتصف أبريل، يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، مما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب إحصاءات الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
إعادة فتح المعبر الحدودي بين ليبيا والسودان.. ومؤسسة النفط تنفي تورطها في الحرب