كشف تقرير صادر عن برنامج مصفوفة تتبع النزوح، التابع للمنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، عن وجود 725,304 مهاجر من 44 جنسية مختلفة، موزعين على 100 بلدية ليبية. ويعد هذا العدد الأكبر منذ بدء عمليات جمع البيانات في عام 2016، مع تسجيل ارتفاع طفيف بنسبة 1% مقارنة بإحصاءات ديسمبر الماضي.
واستند التقرير إلى بيانات جُمعت خلال شهري مارس ومايو الماضيين، مسلطاً الضوء على استمرار تدفق النازحين السودانيين إلى جنوب وشرق ليبيا. ويُعزى هذا التدفق بشكل رئيسي إلى الصراع الدائر في السودان، مما دفع العديد من مواطنيه للجوء إلى ليبيا، وخاصة إلى منطقة الكفرة ومواقع أخرى في برقة.
رغم الارتفاع الملحوظ في أعداد المهاجرين، أشار التقرير إلى أن العدد الحالي لا يزال أقل بكثير من تقديرات ما قبل عام 2011، حيث كان يُقدر عدد المهاجرين آنذاك بنحو 2.5 مليون شخص. هذا التباين يعكس التغيرات الجذرية التي شهدتها ليبيا في العقد الماضي.
ولوحظ أيضاً زيادة في عدد المهاجرين في المناطق الساحلية الشرقية وغرب ليبيا. ويُعزى هذا الارتفاع إلى بحث المهاجرين عن فرص أفضل لكسب العيش، خاصة في قطاعات البناء والنفط والتجارة والزراعة. كما ساهم الوضع الأمني المستقر نسبياً في بعض البلديات في جذب المزيد من المهاجرين إلى هذه المناطق.
وسلط التقرير الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه ليبيا في حركة الهجرة الإقليمية، مشيرا إلى التحديات والفرص التي تواجهها البلاد في إدارة هذا العدد الكبير من المهاجرين من مختلف الجنسيات.