إذا دخلت إلى متجر “أمازون” أو “إيباي”، وكتبت في خانة البحث “أحجار كريمة في ليبيا” لظهر لك زجاج الصحراء الليبي يُباع بأسعار مختلفة في قطع منفرّدة واكسسوارات بأشكالٍ منوعة وألوانٍ محدودة بين درجات اللون والأصفر والأبيض والأخضر..فما هو لغـزّ الزجاج الليبي؟
زجاج الصحراء الليبي
زجاج طبيعي مصنوع من ثاني أكسيد السيليكون يوجد في الصحراء الليبية، وينتشر على نطاق واسع في الحدود الليبية المصرية، يمكن رؤيته في مناطق مختلفة يتلألأ مثل الأحجار الكريمة في شمس الصحراء الساطعة، تتفاوت أحجامها من القطع الصغيرة إلى كبيرة يصل وزنها إلى 16 رطلاً.
تاريخـه:
وفق مصادر تاريخية كان الزجاج معروفًا عند قدماء المصريين الذين استخدموه في قلادة الجعران لتوت عنخ آمون، وأطلقوا عليه اسم “صخرة الله” وبعد وفاة فرعون ثم التنقيب عن القلادة في قبره بعشرينيات القرن الماضي، وفي عام 1999 اختبر علماء إيطاليون زجاج القلادة كيميائيًا فوجدوا أنها مصنوعة من زجاج الصحراء الليبي، وفق مصادر أخرى كان الزجاج معروفًا في عصور ما قبل التاريخ في استخدامه بأدوات العصر الحجري القديم التي يعود تاريخها إلى حوالي 10000 عام.
زمُن اكتشافـه:
عام 1932 ذهب أعضاء بعثة استطلاع أجنبية بقيادة P.Clayton فوجودوا بالكثبان الرملية للصحراء الليبية قطع من الزجاج اللامع، فأكدوا وجود أحجار كريمة بها، ثم عادت عدة بعثات لجمع المزيد من العينات والأبحاث وأكد الاكتشاف أيضًا من قبل فريق أمريكي ليبي عام 1971.
أصلـه:
وفق تواريخ مسار انشطار الزجاج فإن عمر الزجاج لا يقل عن 29 مليون سنة، مما جعل العلماء يقولون بأن أصله غير معروف، وقد تم طرح نظريات مختلفة لشرح وفرة الزجاج في الصحراء الليبية، كنظرية التفجيرات النووية، والأنشطة الفضائية، ولكن لخصت الأبحاث العلمية استناداً لأثر الإيريديوم الموجودة على الزجاج أنه قد تشكلّ بسبب تأثير نيزك طبيعي نزل في الماضي وتحطم في الصحراء الليبية، أو كان نتيجة لاطصدام مذنب، بينما تقول نظرية أخرى أن الزجاج كان نتيجة انصهار إشعاعي من رشقات جوية نيزكية، مما يجعله مشابهًا لثلاثي النيازك.
ومع ذلك هناك نقاد يقولون أنه لم يتم العثور على حفرة بالقرب من موقع الزجاج حول الحدود الليبية المصرية، وأن الزجاج يبلغ عمره حوالي 29 مليون عام، بينما الرمال والكثبان لم تتجاوز المليون عام.
ووفقًا لموقع sciencemag.org فإن مدير مركز جامعة بوسطن للاستشعار عن بعد “فاروق الباز” يعتقد أن تم حل لغز الزجاج الليبي مؤخرًا فقد وجد عن طريق صور الأقمار الصناعية من الصحراء الكبرى حفرة عملاقة في المنطقة، قطرها 30 كيلومترًا، ويعتقد أنها أكبر فوهة تم اكتشافها حتى الآن في الصحراء، ويقول “الباز” أنها كبيرة بما يكفي لتكون مصدر الزجاج الذي يغطي مساحة 60×100 كيلومتر.