لأكثر من شهرين تعاني مدن أجدابيا والواحات (جالو أوجلة أجخرة الكفرة) من نقص حاد في الوقود، وتعاني كل مدينة أزمة مختلفة عن الأخرى.
ودأبت شركة البريقة لتسويق النفط على نشر مخصصات محطات الوقود في جميع المدن دون استثناء يوميا من مستودع رأس المنقار في بنغازي باتجاه مدن الشرق.
وتظهر صور حصلت عليها فواصل انطلاق شاحنات نقل الوقود غرب بنغازي من البوابة الإلكترونية “النواقية” صوب مدنية أجدابيا ومدن الواحات، إلا أن هذه الشاحنات لا تصل للمحطات المخصصة لها.
مدينة أجدابيا هي الأخف حدة عن نظيراتها، فالوقود يتوفر أحيانا في المحطات، ولكن بعض المحطات ألزمت المواطنين بتعبئة الوقود بقيمة 5 دينار فقط واستثنت من ذلك المسافرين.
والأزمة الحقيقة هي في مدينتي جالو وأوجلة فهما تواجهان ندرة غير مسبوقة في توفر الوقود، وفي مدينة الكفرة خصصت كوبونات للسيارات، وغير مسموح بالتعبئة إلا مرة واحدة في الأسبوع.
وكبرى حواضر الشرق، مدينة بنغازي لا تظهر فيها مظاهر هذه الأزمة، وحركة تعبئة الوقود تسير بشكل طبيعي ودون أيّة مشاكل تُذكر، ويشير ذلك إلى استثنائها من هذه الأزمة لتجنب غضب الشارع في المدينة الكبيرة بمساحتها وعدد سكانها، وتاريخها الثوري.
وفي السياق ذاته تشهد مدينة طرابلس لعدة أيام متواصلة ازدحاما ملحوظا على محطات الوقود، وحاولت فواصل معرفة السبب من المسؤولين بشركة البريقة ولكن دون جدوى، لعدم الرد.
وكان رئيس ديوان المحاسبة قد شدد خلال لقاء مع رئيس مؤسسة النفط فرحات بن قدارة على ضرورة الإسراع في تركيب منظومات التتبع للحد من ظاهرة التهريب، والتركيز على تطوير الإنتاج.
وفي اجتماع موسع أكتوبر الماضي بمصرف ليبيا المركزي شارك فيه محافظ المصرف الصديق الكبير، ورؤساء حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، والمؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، وديوان المحاسبة خالد شكشك، ووزير المالية المكلف بحكومة الوحدة الوطنية خالد المبروك، اتفقوا على ضرورة العمل الجاد لرفع الدعم عن المحروقات وفق رؤية اقتصادية من خلال مشاركة كافة مؤسسات الدولة، واستبدال الدعم لصالح المواطن.