أكد المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا عبد الله باتيلي، في كلمته أمام اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 المنعقد في مدينة بنغازي اليوم الثلاثاء، أن هناك تحديات جسام وكبيرة تحول دون إجراء الانتخابات في ليبيا في الوقت الراهن.
وأوضح باتيلي أن من أبرز هذه التحديات، ضمان بيئة آمنة وسليمة للانتخابات بما يشمل إخراج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، وكذلك معالجة الإشكاليات المتعلقة بالتشكيلات المسلحة من خلال توحيدها ودمجها ضمن مؤسسات أمنية وعسكرية موحدة ووطنية تخضع لسلطة مدنية مركزية.
كما أشار باتيلي إلى أن النهوض بالمصالحة الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية بين مختلف مكونات المجتمع الليبي، وضمان احترام حقوق الإنسان والالتزام التام بالقانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف، يمثلان أيضاً تحدياً رئيسياً أمام إمكانية إجراء الانتخابات في المدى المنظور.
وشدد باتيلي على أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ملتزمة التزاماً كاملاً بمواصلة دعمها ومساندتها للجنة العسكرية المشتركة 5+5 في معالجة كافة هذه التحديات والصعوبات، بهدف تهيئة الظروف المناسبة والملائمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تلبي تطلعات الشعب الليبي وطموحاته في اختيار ممثليه بكامل حريته.
ودعا باتيلي، في كلمته أمام اجتماع اللجنة العسكرية، جميع القادة والفاعلين السياسيين والمجتمعيين في ليبيا، إلى ضرورة تغليب مصلحة الوطن العليا ومستقبل الأجيال القادمة، والتعاون بروح المسؤولية فيما بينهم من أجل تجاوز الخلافات القائمة، والشروع بجدية وفاعلية في اتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات الضرورية لإنجاز الانتخابات في أقرب وقت ممكن، بما يحقق آمال وتطلعات الشعب الليبي.
وأضاف باتيلي أن الوضع الراهن في ليبيا لا يمكن أن يستمر، مشدداً على ضرورة تحرك الجميع وبسرعة نحو إنهاء المراحل الانتقالية واستكمال بناء مؤسسات الدولة، بما في ذلك إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حتى يتسنى لليبيا استعادة عافيتها واستقرارها، والانضمام مجدداً إلى مصاف الدول العربية والإقليمية والدولية كعضو فاعل ومؤثر.
وأكد المبعوث الأممي أن بعثة الأمم المتحدة ستواصل بذل كل ما في وسعها من أجل مساعدة الليبيين على تجاوز هذه المرحلة الحرجة والدقيقة من تاريخ بلادهم، معرباً عن ثقته بحكمة القيادات الوطنية ووعي الشعب الليبي، وقدرتهم على تجاوز الخلافات من أجل مستقبل أفضل للجميع.