أعلنت وزارة العدل الأمريكية، احتجاز مسعود أبوعجيلة المريمي ضابط المخابرات الليبية السابق لديها، دون توضيح كيف سُلّم إليها، مؤكدة أنه سيمثل قريبا أمام محكمة فيدرالية في واشنطن ليواجهَ تهمتين جنائيتين تتعلقان باتهامه بصنع القنبلة التي أسقطت طائرة “بان أمريكان” فوق قرية لوكربي الأسكتلندية عام 1988، بحسب وكالة أسوشييتد برس الأمريكية.
اختفاء غامض
يأتي ذلك بعد اختفاء أبوعجيلة في طرابلس في ظروف غامضة، في نوفمبر الماضي، وُجّهت عقبها اتهامات إلى حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبد الحميد الدبيبة، بتسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفتح ملفّ قضية “لوكربي” مجدّدا.
نفي وزارة العدل
وزارة العدل بحكومة الوحدة الوطنية ردّت مدافعةً عن نفسها، مؤكدة أن قضية ملفّ “قضية لوكربي” أغلق بالكامل سياسيا وقانونيا بموجب اتفاق بين ليبيا والولايات المتحدة ومرسوم سابق صدر عن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في 2008، دون أن تؤكد أو تنفي تسليم أبوعجيلة.
وأفادت تقارير الشهر الماضي بأن مسعود تعرض للخطف على يد جماعة مسلحة في ليبيا، الأمر الذي أثار تكهنات حول احتمال تسليمه إلى السلطات الأمريكية لمحاكمته.
تعاون
وكان لقاء وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش بقناة “بي بي سي” البريطانية، قبل اختفاء “أبوعجيلة” بعام كامل، في نوفمبر 2021، أثار القضية مجددا، عندما صرّحت بإمكان أن تعمل حكومتها مع الولايات المتحدة على تسليم “أبو عجيلة” المطلوب في القضية، مؤكدةً أن النتائج الإيجابية آتية في هذه القضية.
قبل أن تستدرك المنقوش وتنفي نفياً قاطعًا ذكرها لأبوعجيلة في المقابلة مع “بي بي سي”، مؤكدة أنّ الملف من اختصاص مكتب النائب العام في ليبيا، وهو من يتولى مسؤولية معالجته بين المؤسسات القضائية في ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية.
اتهام أمريكي رسميّ
وأعلنت السلطات الأمريكية في ديسمبر 2020، توجيه اتهامات رسمية لأبو عجيلة ليصبحَ ثالث مسؤول مخابرات ليبي تتهمه الولايات المتحدة في قضية “لوكربي”، بعد عبد الباسط المقرحي والأمين خليفة، لكنّه الأول الذي سيمثُل أمام محكمة أمريكية لمحاكمته، بحسب وكالة أسوشييتد برس الأمريكية.
وكان مسؤولون أمريكيون تسلّموا في عام 2017، نسخةً من تحقيق السلطات الليبية مع أبو عجيلة في عام 2012، اعترف خلالها بصنع القنبلة التي أسقطت الطائرة، مضيفا أنّ الأمر بالتفجير صدر من المخابرات الليبية، وأن القذافي شكره وأعضاء آخرين في الفريق بعد نجاح الهجوم، بحسب أسوشييتد برس.
وبحسب إفادة أبوعجيلة، فقد سافر إلى مالطا للقاء المقرحي وفحيمة، وسلّم فحيمة حقيبة متوسطة الحجم من “سامسونايت” تحتوي على قنبلة، بعد أن تلقى تعليمات بالفعل بضبط المؤقت بحيث ينفجر الجهاز بعد 11 ساعة بالضبط، وفقًا للوثيقة.