تقرير: عائلة حفتر تراهن على مشاريع الإعمار لتعزيز نفوذها في شرق ليبيا

كشف موقع “ذا أفريكا ريبورت” عن تحول وصفه بالـ”استراتيجي” في نهج عائلة حفتر بشرق ليبيا، حيث باتت تركز على مشاريع إعادة الإعمار لتعزيز شعبيتها بدلاً من القوة العسكرية.

 

وأفاد الموقع أنه بعد تسعة أشهر من الدمار الذي خلفته العاصفة دانيال، تزايدت مشاريع إعادة الإعمار في برقة، لا سيما في مدينة درنة التي تعرضت لأضرار جسيمة.

 

ونقل التقرير عن مصدر أمني قوله إن “سدود درنة، التي تعود إلى السبعينيات، لم تتم صيانتها أبدًا”، مما أدى إلى انهيارها خلال العاصفة في سبتمبر 2023.

 

وأشار الموقع إلى أن مجلس النواب صوت على تخصيص 10 مليار دينار (حوالي 2.1 مليار دولار) لمساعدة المناطق المتضررة، وتم تكليف بلقاسم حفتر، نجل خليفة حفتر، برئاسة صندوق التنمية وإعادة الإعمار.

 

ونقل التقرير عن بلقاسم حفتر قوله “نحن نصلح هذه المباني لأنها توفر خدمات يومية. كما أننا نعيد بناء شبكات الطرق والكهرباء والصرف الصحي”.

 

وذكر الموقع أن 155 موقع بناء ظهر في درنة وحدها، مع توقعات بإنجاز مستشفيين و2000 وحدة سكنية و37 مدرسة وعشرات الكيلو مترات من الطرق بحلول نهاية العام الجاري.

 

وأشار الموقع إلى أن مدينة بنغازي تشهد أيضاً نهضة عمرانية، مع انتشار مراكز التسوق وتوقعات بافتتاح دور سينما للمرة الأولى في البلاد منذ عام 1969.

 

ونقل التقرير عن جلال حرشاوي، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، قوله إن “الصندوق أداة سياسية تستخدمها عائلة حفتر لإظهار أنهم يقومون بعمل أفضل من طرابلس”.

 

غير أن الموقع أشار إلى تشكيك بعض الخبراء في استدامة هذه المشاريع، ونقل عن كلوديا غازيني، الباحثة في منظمة مجموعة الأزمات الدولية، قولها: “عائلة حفتر يمكنها فعل ما تريد في درنة، التي تخضع لسيطرتها حقًا. وفي أماكن أخرى، حتى في بنغازي، عليها أن تقدم تنازلات”.

 

وختم التقرير بالإشارة إلى استمرار المخاوف بشأن حقوق الإنسان في المنطقة، مع إشارة إلى تعبير منظمة هيومن رايتس ووتش عن قلقها إزاء وفاة معارض في السجن في مايو الماضي.

 

وأضاف الموقع أن جهود إعادة الإعمار امتدت إلى ما هو أبعد من المناطق المتضررة بالعاصفة. ففي بنغازي، يتم استئناف العمل في مشاريع قديمة مثل “المدينة الرياضية” التي من المقرر افتتاحها نهاية العام الجاري، وستضم ملعباً يتسع لـ 48 ألف متفرج.

 

ونقل التقرير عن مصادر محلية قولها إن هذه الجهود أثارت استياء في طرابلس، حيث يرى السكان أن النصف الآخر من البلاد يتطور بسرعة في حين تعاني العاصمة من الركود.

 

وأشار الموقع إلى أن نفوذ صندوق التنمية وإعادة الإعمار الليبي، الذي يرأسه بلقاسم حفتر، امتد إلى مناطق بعيدة مثل مدينة مرزق في جنوب شرق البلاد. ونقل عن عقيلة العبار، وهو دبلوماسي ليبي، قوله: “قلنا لهم، هل تريدون تحديث مدينتكم؟ توقفوا عن القتال. وقد وقعوا على وقف لإطلاق النار”.

 

وذكر التقرير أن وفداً من رجال الأعمال الفرنسيين، يمثلون شركات كبرى مثل فينسي وتاليس وسانوفي، زاروا شرق ليبيا في بداية يونيو. ونقل عن غريغوار جانسون، مدير المبيعات في أفريقيا بشركة فريسينيه للإنشاءات، قوله: “إن جدول أعمال الاجتماعات ومستوى التفاصيل التي نوقشت تظهر تصميم الصندوق الليبي للتنمية وإعادة الإعمار على إنجاز هذه الأعمال”.

 

وأشار الموقع إلى وجود مخاوف بشأن شفافية العقود وآليات التمويل. ونقل عن بلقاسم حفتر تأكيده أن الصندوق سيُمول من ميزانية الدولة، قائلاً: “مقياس شفافيتنا هو النتائج على الأرض، وهي مرئية للجميع”.

 

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الاختبار الحقيقي الأول سيكون في سبتمبر المقبل، حيث وعد الصندوق بإعادة إسكان حوالي 7000 شخص من درنة بحلول الذكرى السنوية الأولى للكارثة.

أخبار ذات صلة

الدول السبع تعتزم نشر فرق دولية ضد العصابات في دول الهجرة

ليبيا الـ3 عربيا والـ6 عالميا في استيراد المجوهرات من تركيا

نوفا: بعد 10 سنوات ليبيا تعود كمورد رئيسي للمصافي الإيطالية