علاقة روسيا بطرابلس.. عداوة في العلن وشركة في الخفاء

في محاولة منها لإرسال إشارات بناء الثقة وتجديد علاقاتها مع سلطات طرابلس، تتسارع خطوات سفير موسكو لدى ليبيا إيدار أغانين المدة الماضية في لقاءات مع مسؤولي غرب البلاد، في الوقت الذي ينشط فيه المسؤولون المحليون والغربيون للبحث عن تفاهمات واصطفافات جديدة، لإعادة تشكيل خريطة التحالفات في ليبيا.

يشكل الدب الروسي دورا في المعادلة السياسية الليبية خاصة أنه حليف لمعسكر الشرق الذي يتصدره قائد “القيادة العامة” خليفة حفتر، وما الزيارات المتكررة من الوفود الروسية التي يترأسها نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، ووجود قوات فاغنر العسكرية في قاعدة الجفرة الجوية، واتخاذها منطلقا لموسكو لتعزيز وجودها في إفريقيا بحسب تقارير إعلامية، كل ذلك خير شاهد على هذا الدعم الروسي لأحد أطراف الصراع في ليبيا.

مع دعمها الواضح لقائد معسكر الرجمة خليفة حفتر، وارتباطها الوثيق معه، فإن موسكو لم تقطع شعرة معاوية في علاقتها مع سلطات طرابلس، وإن كانت على مستوى أدنى، فممثل روسيا في طرابلس السفير أيدار أغانين يجتمع بانتظام مع رئيس حكومة الوحدة، لتأكيد الوجود وإثبات التوازن في العلاقة بين أطراف الصراع الليبية، وقبل أسابيع نقل السفير فريقه الدبلوماسي إلى ساحل طرابلس، حيث فندق المهاري راديسون بلو، عقب مناقشته مع وزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة الطاهر الباعور إمكانية عودة السفارة للعمل من طرابلس، في محاولة للاقتراب من المشهد السياسي في غرب البلاد وعدم تركه ملعبا للدبلوماسيين الغربيين فقط.

تحافظ حكومة الدبيبة وغيرها من الحكومات السابقة على قدر من العلاقة الدبلوماسية في التعامل مع روسيا مع كل التقارير الدولية والأممية التي تكشف تورط قواتها في المشاركة في الحروب الأهلية الليبية التي شُنت على طرابلس عام 2018 وبعده، كل ذلك ربما تكون الحكومات بما فيها الحالية غضت الطرف عنه لمصالحها الاقتصادية مع موسكو فهي واحدة من الشركاء الرئيسيين لليبيا، لأنها مصدر مهم لاستيراد الحبوب التي تدخل بشكل مباشر في القوت اليومي لليبيين، وكذلك توريد شحنات وقود الديزل، فهذه الاحتياجات تجعل من الحكومات في طريق السكة مجبرة على حفظ علاقة وإن اقتصادية مع موسكو.

وبحسب إحصائيات روسية لمصدري الحبوب، أظهرت سفارة روسيا لدى طرابلس أن ليبيا في عام 2023، كانت من بين أكبر 5 مشترين للشعير، باستيرادها 733 ألف طن، و142 ألف طن من الذرة، وتحتل ليبيا أيضا المرتبة 3 في قائمة كبار مشتري الديزل الروسي في عام 2023، وبلغت قيمة ما استوردته طرابلس من الديزل حوالي 1.5 مليون برميل شهريا، وفق تقرير صحيفة فاينانشال تايمز.

وببحث روسيا عن دور سياسي تواجه به منافسيها الذين نشطوا مؤخرا باجتماعات مع أطراف الصراع وعلى رأسهم الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا التي طرحت مبادرة لتسوية سياسية، يصبح وجود السفير الروسي في غرب ليبيا ملحا لزيادة التقارب مع الحكومة، ومع تشعب موسكو سياسيا وعسكريا في الأزمة الليبية، تحافظ سلطات طرابلس على خيط اتصال معها لاعتبارات اقتصادية، فهي خصم سياسي من جهة وشريك اقتصادي من أخرى.

المصدر: موقع (BNN Breaking) الأمريكي

أخبار ذات صلة

تهاني قادة العالم تتقاطر على ترامب.. وغياب متصدري المشهد السياسي الليبي

الكوني يبحث مع حكماء وأعيان الجبل الغربي آليات تحقيق الاستقرار للمحافظة على النسيج الاجتماعي

الدبيبة يبحث مع السفارة الصينية تعزيز التعاون القضائي وملف السجناء بين البلدين