شهدت مستشفى مدينة الكفرة أقصى جنوب غرب ليبيا، سَيْلًا من الأطفال المصابين بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي RSV، تجاوز 250 طفلا يوميا يعانون أعراض المرض، وهو ما يعدّ تحديًا كبيرا لقسم الأطفال بالمستشفى الذي يعاني نقصا في المعدات والأسرّة والأطقم الطبية والأدوية.
مدير مستشفى “الكاسح” التعليمي بالكفرة إسماعيل العيظة كشف لفواصل، عن استقبال المستشفى خلال الأسبوع الماضي قرابة 1600 حالة، مضيفا أن العدد ازداد في نهاية الأسبوع لِيشهدَ الخميسُ الماضي إيواء 30 طفلا بالمستشفى.
وفي مواجهة هذه الموجة الفيروسيّة، أبلغ العيضةُ مديرَ مركز مكافحة الأمراض حيدر السائح، بالتطورات، مطالبًا بتوفير مواد التشغيل لمعرفة نوع الفيروس المسبب للمرض، فأرسلت المواد إلى بنغازي ثم نقلت بطائرة عسكرية إلى الكفرة، ليتبيّن أن نوع الفيروس هو فيروس الجهاز التنفسي المخلوي RSV.
وأوضح مدير مستشفى الكفرة، أن هذا الفيروس يهاجم الجهاز التنفسي وينشط بداية فصل الشتاء وتقلبات المناخ، مضيفا أن بعض الحالات تكون مصحوبة مع هذا الفيروس بفيروس كورونا فتنتج مضاعفات أكبر.
وعن احتياجات المستشفى، أكّد العيضة أنه لا حاجة حاليًّا لنقل الحالات خارج المدينة بل إلى توفير أطقم طبية وطبية مساعدة، خاصة أطباء الأطفال، وتوفير الأدوية المتعلقة بأمراض فصل الشتاء.
أمّا عن انتشار الفيروس، فتوقّع مدير مستشفى الكفرة، زيادة الأعداد من خلال المدارس، موضحًا أنهم نبّهوا أولياء الأمور عبر إذاعة الكفرة المحلية إلى ضرورة إبقاء الطفل في البيت عند الاشتباه بإصابته وظهور الأعراض عليه.
والفيروس المخلوي هو فيروس تنفسي حادّ يصيب الرئتين، خاصة الأطفال، فيملئها بسوائل وقيح تصعّب التنفس الذي يكون مصجوبا، ويقل دخول الأكسجين إلى الرئتين.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد توفي في 2019 جراء الفيروس، أكثر من 740 ألف طفل تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات، وهو ما يوازي 22% من وفيات الأطفال بهذا العمر في العالم عمومًا، والنسبة الأعلى للوفيات كانت من نصيب جنوب آسيا وإفريقيا.