القصة الكاملة لدخول المهدي البرغثي إلى بنغازي

تشهد مدينة بنغازي خلال هذه الأيام حالة من الغموض والتوتر، إثر عودة وزير الدفاع الأسبق المهدي البرغثي إلى المدينة، ووقوع اشتباكات بين مسلحين موالين له وقوات القيادة العامة، ما أدى إلى انقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت ببنغازي وسط تعتيم إعلامي.

وفي ظل انعدام المعلومات الرسمية، تتضارب الروايات حول كيفية دخول البرغثي إلى بنغازي وملابسات الاشتباكات التي وقعت بين الطرفين، إلى جانب التكهنات بشأن عدد الضحايا ومصير البرغثي نفسه الذي بات في قبضة القيادة العامة.

التنسيق لعودة المهدي
ترجح الراوية الأولى لعودة المهدي للمدينة بأن التنسيق لها جرى عن طريق وساطة قادها ثلاثة مشايخ لقبائل كبيرة في بنغازي، على أن تكون العودة وفق الترتيبات التالية: يعود المهدي كأي مواطن عادي ويستقبل في مطار بنينا بحسب الإجراء المتبع لرجل عسكري، وذلك بأن تتسلمه سيارة عسكرية ويتم إجراء تحقيق شكلي معه لتسوية وضعه والعودة به إلى المدينة، هذه الرواية عارضها بيان قبيلة البراغثة الذي لم يعلن أي طرف مسؤوليته عنه ولم يشِر إلى أي تنسيق رسمي لعودة المهدي، واعتمد على افتراض نية القيادة بعدم معارضتها رجوع أي شخص إلى بنغازي.

دخوله إلى بنغازي
تشير مصادر متعددة إلى أن وزير الدفاع الأسبق دخل المدينة رفقة 15 سيارة عسكرية من مدخلها الجنوبي عبر مدينة سلوق التي تربطه ببعض مكوناتها صلات اجتماعية، والتي وصلها عبر الطرق الصحراوية في بلدة ساونّو جنوب إجدابيا، ودخل بنغازي دون اعتراض من أي جهة.

وبعد ساعات من وصوله، انتشرت صور ومقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أثبتت وجود المهدي البرغثي في بنغازي وهو يستقبل داعميه في بيته، ونُصبت خيم لاستقباله، وسط وجود سيارات عسكرية وعدد من المسلحين.

تطور المشهد
اتفقت المصادر على أن أول تطورات المشهد، بدأ منذ تسليم المهدي بلاغ ضبط وإحضار، وقد ورد الحديث عن المحضر في أول بيان نسب إلى قبيلة البراغثة. وبحسب البيان، فإن المهدي البرغثي لم يتعاون مع البلاغ بحجة أن الإجراء غير قانوني لوجود تراتبية عسكرية ووجوب أن يُجرى ذلك عبر الشرطة العسكرية، ليستمر القائد العسكري في استقبال داعميه، كما تم طرد مجموعة من الأمن الداخلي وصلت إلى المكان لنفس الغرض، قبل أن تقوم قوة عسكرية تابعة للقيادة العامة باقتحام المكان.

بداية الاشتباك
في مساء يوم الجمعة، اقتحمت قوة عسكرية منطقة السلماني التي تمركز فيها البرغثي، حيث استخدمت أنواع أسلحة مختلفة وحدث تبادل لإطلاق النار وجرى تطويق المنطقة والمناطق المحيطة بها لساعات طويلة.

وتفيد المعلومات أن القوة التابعة للقيادة العامة التي اقتحمت المنطقة مكونة من اللّواء طارق بن زياد رفقة تشكيل عسكري آخر، بينما تتكون القوة المقابلة من أفراد من عائلة المهدي البرغثي نفسه وأخواله من قبيلة المغاربة إلى جانب عناصر تابعين لعز الدين الوكواك، وآخرين كانوا تابعين لمجموعة محمود الورفلي، وقد استمرت الاشتباكات لحوالي 4 ساعات متواصلة.

معلومات متضاربة
بعد انجلاء دخان الاشتباكات التي هزت سكون بنغازي، ومع انقطاع الاتصالات بشكل شبه كامل، وعدم وجود مصادر رسمية سواء من وزارة الصحة أو من مستشفيات المدينة، وردت بعض المعلومات المتضاربة عن وقوع قتلى وجرحى أثناء الاشتباكات. حيث أكد أحد المصادر أن عدد القتلى وصل إلى 17، من بينهم شقيق المهدي البرغثي، بينما أصيب المهدي نفسه في رجله، بينما ذكرت مصادر أخرى أن عدد القتلى والجرحى تجاوز ذلك، كما فُقد في الاشتباكات أيضا أحد مشايخ البراغثة وقبيلة العواقير عبد السلام عبد العاطي.

غياب الرواية الرسمية
تخضع قصة دخول المهدي إلى بنغازي لحالة من الغموض بسبب غياب أي بيانات رسمية حولها، في ظل وجود خليفة حفتر قائد القيادة العامة، خارج ليبيا وتوقف الأجهزة الإعلامية التابعة له عن التغطية، بما فيها شعبة الإعلام الحربي والمكاتب الإعلامية التابعة لهم، وقد أدى هذا الفراغ إلى انتشار عدة روايات ومعلومات غير مؤكدة حول مصير المهدي البرغثي.

ما مصير البرغثي؟
يثير مصير المهدي البرغثي بعد القبض عليه، العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات حول المرحلة المقبلة، فما هي الاتهامات التي سوف يواجهها؟ وما هي المعلومات التي يمكن أن يُدلي بها خلال التحقيقات؟ والأهم من هذا كله، هل سيكشف أسماء مموليه وداعميه في بنغازي وخارجها؟

إن الإجابة على مثل هذه التساؤلات يعدُّ ضرورة لوضع حد للشائعات والإشاعات، ولفهم ديناميكيات الصراع المعقد على السلطة والنفوذ في ليبيا، كما أن الشفافية حول تفاصيل ما جرى تبقى أمراً حيوياً لاستقرار بنغازي والبلاد بكاملها.

أخبار ذات صلة

في عرض عسكري بحضور أركان الإمارات، حفتر يؤكد التزامه بالديمقراطية والانتخابات

المفوضية الأوروبية تجدد التزامها بتحقيق الأمن في ليبيا

حفتر والسفير البريطاني يبحثان تحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا