تشققات أرضية غامضة في المنطقة الغربية.. هل ليبيا مهددة بخطر الزلازل؟

مجددًا ظهرت تصدعات أرضية غامضة في المنطقة الغربية، بعد رصد هذه الظاهرة في مارس الماضي في إحدى مزارع منطقة أولاد أبو عائشة والسبيعة، دون أن يصدر أي تقرير رسمي يفسر هذه الظاهرة.

حيث اكتشفت شقوق أرضية جديدة في منطقة بئر عجاج “قطيس”، على بعد 70 كيلومترًا جنوب غرب طرابلس، عندما رصدت دوريات جهاز الشرطة الزراعية، شقوق يبلغ طول إحداها حوالي 800 متر، وتتراوح أعماقها بين متر وثلاثة أمتار تقريبًا، وقد رجح الجهاز أن تكون نتيجة السيول الموسمية.

خبير جيولوجي: العلماء لم يتوصلوا لتفسير للظاهرة

الخبير الجيولوجي نوري فلّو، الباحث الأكاديمي في مجال علوم الأرض والجيولوجيا، أكد أنه إلى الآن لم يتم التوصل لأي تفسير علمي لظاهرة التشققات التي تم اكتشافها في عدد من المناطق بليبيا. مضيفا أن بعض القراءات الأولية تعتبرها نتيجة للهزات الأرضية التي وقعت في تركيا في فبراير 2023 أو تلك التي وقعت في مراكش في سبتمبر 2023، أو أن تكون نتيجة للزلزال الذي وقع في منطقة غريان العام الماضي.

كما كشف الخبير الجيولوجي، وجود تنسيق بين الجهات الليبية المعنية والمختصة، وجهات أخرى في تونس وبعض دول شمال إفريقيا لمعرفة إن سُجلت مثل هذه الظاهرة في مناطق أخرى خارج ليبيا، خاصة وأنّ هذه المناطق المتجاورة مرتبطة بعملية تقدم مياه البحر الأبيض المتوسط نحو اليابسة.

وقال فلّو “إن العلماء المختصين لم يتوصلوا إلى أي مؤشر حقيقي للتمكن من تفسير علمي لهذه الظاهرة”، مؤكدا عدم وجود أي مخاطر حقيقية تهدد السكان، وأنه لا علاقة للتشققات الجديدة بحركة الصفائح لأن الأخيرة لا تمثل خطرا، على اعتبار أنها حركة طبيعية.

من جهة أخرى أكد الخبير الجيولوجي، أنه لا علاقة لظاهرة الشقوق بعمليات البحث والتنقيب عن النفط والغاز، مفسرا ذلك بأن عملية التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا بدأت منذ ما يزيد عن 60 عاما، ولم تنتج عنها أي ظاهرة مشابهة، مضيفا أن الشقوق حديثة، تم اكتشافها لأول العام الماضي، ورصد تكرارها خلال العام الحالي.

وقال فلّو، “إن بعض الظواهر الطبيعية التي تم التفطن إليها ناتجة عن التغيرات المناخية، خاصة المتمثلة في الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة ونسب تساقط الأمطار”.

ليبيا تشهد أقوى زلزال في إفريقيا

شهدت ليبيا عبر تاريخها سلسلة من الزلازل القوية التي ظلت مسجلة في ذاكرة الليبيين، ففي عام 1935، ضرب زلزال بقوة 7.1 درجة منطقة القداحية بين مدينتي سرت ومصراتة، وكان من بين أقوى الزلازل المسجلة في إفريقيا، وفي عام 1963، تعرضت مدينة المرج لزلزال بقوة 5.4 درجة أسفر عن وفاة 200 شخص، كما شهدت هذه المنطقة هزتين أرضيتين أخريين، بقوة 6.9 و5.1 درجة على التوالي، دون تسجيل أي خسائر بشرية نظرًا لأن الزلزال ضرب منطقة صحراوية وغير مأهولة بالسكان.

وفي سبتمبر من العام الماضي سجل المركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء هزتين أرضيتين وسط وغرب البلاد، مشيرا إلى أن الهزة الثانية حدثت نتيجة للتصدع من الهزة الأولى، ومكانها بين درج والقريات بالجبل الغربي، وكانت بقوة 4.2 درجات بمقياس ريختر وعمق 10 كيلومترات، وتعد الهزة الثانية سطحية وشعر بها سكان طرابلس وقصر بن غشير.

خط الزلازل: منطقة تحت الرصد على ساحل الجبل الأخضر

نشرت منظمة رؤيا لعلوم الفضاء وتطبيقاته عبر موقعها الرسمي، أن منطقة الزلازل على بُعد حوالي 200 كيلومتر من ساحل الجبل الأخضر، وتُعتبر نقطة ضعف جيولوجي بسبب التقاء صفيحتين قاريتين عظيمتين، وهما الصفيحة الإفريقية والأوراسية، ونتيجة لذلك، تعاني هذه المنطقة من اضطرابات مستمرة وحدوث زلازل بشكل متكرر نتيجة للتصادم والاحتكاك بين هذه الصفيحتين، مما يتسبب في تصدعات وانهيارات بسبب الضغط الهائل الناتج عن تلك العمليات.

ونظرًا لبُعد خط الزلازل عن ساحل الجبل الأخضر، فإن معظم التأثيرات يكون على شكل ارتدادات خفيفة، إلا أنّ هذه المنطقة ليست بعيدة عن الزلازل العنيفة، رغم أنها نادرة الحدوث.

وتعكف إدارة الإصحاح البيئي بوزارة الحكم المحلي ووزارة البيئة ولجنة إدارية شُكلت لمتابعة الظاهرة وإعداد تقرير وإحالته إلى جهات الاختصاص لمعرفة أسبابها ومدى خطورتها.

أخبار ذات صلة

بنغازي تستضيف ندوة “تأنيث الهجرة” في ليبيا تمهيدًا للمؤتمر الأفريقي الأوروبي

الدبيبة في بروكسل لاستكمال رفح الحظر الأوروبي عن الطيران الليبي 

إطلاق مجموعة عمل بين ليبيا والإتحاد الأوروبي لتعزيز تأمين الخدود مع تونس