تشهد مناطق الواحات خاصة مدن جالو، أوجلة، وإجخرة، انتشارًا مقلقًا لآفة سوسة النخيل الحمراء، التي تُعدّ من أخطر الآفات الزراعية التي تصيب أشجار النخيل، وتهدد الإنتاج الزراعي والغطاء النباتي المحلي.
وتتسبب هذه الحشرة في إتلاف أنسجة النخيل من الداخل، مما يؤدي إلى ضعف الأشجار وسقوطها في بعض الحالات إذا لم تُكتشف الإصابة مبكرًا.
إيدز النخيل
وأوضح مدير إدارة الإرشاد والإعلام بالمركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي، صالح الدبري، أن آفة سوسة النخيل الحمراء التي تُعتبر “إيدز النخيل”، دخلت إلى ليبيا لأول مرة عام 2009 عبر مدينة طبرق.
وبين الدبري في تصريحه لفواصل، أن دخول سوسة النخيل الآن كان سببه استيراد بعض فسائل النخيل المصابة من المناطق الموبوءة، وهي آفة خارجية لا تنتقل إلا عن طريق الإنسان.
وأكد الدبري أنه ومن خلال تتبعهم لأسباب وجودها، تبين أن السبب هو النخيل المستورد المصاب، مشيرا إلى أنهم قد حذروا في السابق من استيراد النخيل وفصائله، ودعوا إلى الاكتفاء فقط باستيراد التمور، لكن بسبب التجارة غير المنظمة والتـ.ـهريب، دخلت هذه الآفة إلى البلاد.
مزارع موبوءة
وأفاد الدبري، أن الآفة ظهرت مؤخرًا في بعض المزارع بأوجلة، فقد عثر الفريق المكلف بالكشف الميداني، على 7 مزارع موبوءة، موضحا قيامهم بعمليات الحقن ومسح المزارع المصابة، بالإضافة إلى استخدام بعض المصائد.
وأضاف مدير إدارة الإرشاد: “هذه الآفة خطيرة جدًا في حال عدم السيطرة عليها، ولكننا تمكنا من السيطرة على الإصابات في منطقة الجفرة”.
تصدير التمور
وفيما يخص تصدير التمور.. أشار عضو مجلس إدارة الاتحاد الليبي لمصدري التمور، إبراهيم نصر، إلى أن واحة أوجلة شهدت انتشار وباء سوسة النخيل، الخطير والفتاك، مبينا أنه يقضي في وقت قصير على مساحات واسعة من أشجار النخيل، وأنه سيكون له تأثير واضح جدًا على إنتاج التمور الليبية.
وأكد نصر في تصريح خاص لفواصل، أن واحة أوجلة عرفت بزراعة النخيل، وخصوصًا صنفي الصعيدي والدقلة، مبينا أن ما نسبتة أكثر من 50% من نخيل الصعيدي في هذه الواحة.
وقال نصر: “شهد محصول التمور خلال السنوات الثلاث الماضية تصدير كميات كبيرة، تم شحنها عبر الموانئ الليبية إلى أوربا و جنوب شرق آسيا والمغرب”، متابعا: “يُشكّل صنف التمور الصعيدي ما نسبته 50% من التمور الليبية المصدّرة، نظرًا لكثرة الطلب عليه”.
خسائر مالية
وعبر نصر، عن طموحهم في أن تكون التمور الليبية رافدًا للاقتصاد الوطني، كاشفا أنه وبسبب هذا الوباء، ستتكبد الدولة خسائر مالية كبيرة، متمنيا تكاثف الجهود للحفاظ على هذه الثروة القومية.