شهدت مدينة درنة وعدة مناطق في الجبل الأخضر، فيضانات وسيول جراء إعصار “دانيال” الذي ضرب شرق ليبيا في 11 سبتمبر الجاري، وخلفت حوالي 4 آلاف من الضحايا وأكثر من 7 آلاف في عداد المفقودين، إلى جانب دمار واسع وأضرار كبيرة في درنة ومدن أخرى.
مراحل الكارثة
وبحسب تصنيف الهلال والصليب الأحمرين، يتطلب من السلطات المحلية والفرق الدولية في مثل هذه الكوارث، أن تعمل في 3 مراحل، وهي: الاستجابة الفورية والإنقاذ والتعافي والإغاثة بعد الكارثة.
وتواجه مدينة درنة أكثر المدن تضررا جراء هذه الكارثة، صعوبات وعقبات كبيرة في مرحلة الإنقاذ والتعافي، حيث ما زال الآلاف في عداد المفقودين، إما في البحر أو تحت الركام بالمناطق التي ردمتها السيول والفيضانات التي اجتاحت وسط المدينة.
التأهيل والإعمار
وشدد عضو المجلس الأعلى للدولة عن درنة منصور الحصادي، على ضرورة وضع خطة استراتيجية واضحة للتأهيل والإعمار في درنة بمراحل ووعاء زمني، وحمايته من الفساد، وإبعاد المدينة عن التجاذبات السياسية، وإنشاء جهاز خاص بذمة مالية وميزانية مستقلة، لضمان حقوق درنة، يضم أهالي المدينة من ذوي الخبرة والنزاهة.
ويرى الحصادي أن المرحلة الحالية تتطلب أعمال الإنقاذ والانتشال والتعرف على الجثث وتوثيقها ودفنها، وحصر الشهداء والمفقودين والمتضررين والمباني المتلاشية والمتضررة، وتوفير الخدمات الأساسية واستدامة الكهرباء والاتصالات ووصول المياه والغذاء والدواء ومستلزمات الأطفال، ومعالجة الصرف الصحي ومتابعة الوضع البيئي والصحي وتوفير سكن لائق للمتضررين بشكل عاجل.
وفي الأسبوع الماضي، شكلت الحكومة المكلفة من مجلس النواب، لجنة أزمة خاصة بمدينة درنة والمناطق المتضررة من الفيضانات برئاسة علي القطراني، وعضوية كل من وزراء الداخلية والصحة والموارد المائية والنقل والمواصلات والكهرباء والاتصالات ووزير الدولة لشؤون السلطة التشريعية، وذلك للتعامل مع مرحلة ما بعد الكارثة في جميع جوانبها، بحسب قرارها رقم 83 لسنة 2023.
توزيع الإغاثة
كما أن هناك تحدٍّ كبير في تنظيم وتوزيع الإغاثة والمساعدات الغذائية والطبية، وتقديم الخدمات في مراكز الإيواء، والتي غالبا ما تواجه عقبات عديدة، وهذا ما صرحت به شنيب التي أكدت وجود مشاكل في توزيع الإغاثة والتي تحتاج إلى إشراف، لوجود بعض العائلات النازحة التي تواجه معاناة جمة، مشيرة إلى تكليف مجموعات من الهلال الأحمر والهيئة الليبية للإغاثة بتوزيع المساعدات داخل درنة.
الجانب النفسي
إضافة إلى ذلك، فإن الجانب النفسي والاجتماعي في هذه الكوارث يعد مهما للغاية، لتفادي وقوع حالات انتحار للأشخاص الذين فقدوا عائلاتهم أو أقاربهم بالكامل بسبب هول الكارثة.
وفي هذا الصدد، قالت عضو مجلس النواب عن مدينة درنة، إنهم حرصوا كأعضاء مجلس نواب عن المناطق المتضررة، على أن يبدأ العمل بشكل فعلي بإنزال فرق على أرض الواقع لمعالجة الوضع النفسي والاجتماعي، مضيفة أن حالات الانتحار في درنة تعدّ وقائع طبيعية تحدث في مثل هذه الأزمات وليست بالغريبة.
وقررت الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حمّاد، إنشاء هيئة متخصصة بالصحة النفسية تسمى “الهيئة الوطنية للصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي”، تكون لها الشخصية الاعتبارية والذمة المالية المستقلة، وتكون تبعيتها لوزارة الصحة.
ونص القرار على أن يكون مقر الهيئة الرئيسي في مدينة #درنة، وتركز اهتمامها بالدرجة الأولى على تقديم الدعم والعلاج النفسي والاجتماعي لأهالي الكوارث الطبيعية حال حدوثها، خاصة السيول والفيضانات التي ضربت درنة والمدن والمناطق المتضررة.
مؤتمر الإعمار
وكان من المقرر أن يعقد في 10 أكتوبر الجاري، مؤتمر دولي حول إعادة إعمار مدينة درنة والمدن والمناطق المتضررة، ولكن سرعان ما أعلنت اللجنة التحضيرية العليا تأجيل موعد المؤتمر إلى 1 و 2 نوفمبر المقبل، لإتاحة الفرصة للشركات العالمية والمحلية لتقديم دراساتها ومشاريعها لإعادة الإعمار.